Document Type : Original papers
Author
theatre department- faculty of arts- Helwan university
Abstract
Keywords
Main Subjects
يتميز الاتجاه التجريدي بالبساطة والوضوح في مظهرها الخارجي، إلا أنها تتجاوز الشكل السطحي للأشياء لتتناول جوهرها ومكنونها الداخلي. فلا يعبر هذا الاتجاه عن أشكال مادية ملموسة بقدر ما تركز على الفكرة الكامنة وراء الصورة الظاهرة، مما يولد انطباعًا راسخًا في ذهن المتلقي وذلك وفقاً لإدراكه للعمل الفني. مما لا شك فيه أن معظم أنواع المسرح تخاطب ذهن المتلقي فنياً بشكل مباشر لبث مشاعر خاصة بالفخر والتعلم والأمل وبهدف إثراء الفكر والتأمل في نفس المتلقي، وذلك لأن "الفن يغلب عليه نوع من التأمل، والتأمل يغلب عليه الجانب الفكري أو الحسي بهدف التطور أو التغير من حالة إلى حالة، فهوعملية ارتقاء للأفكار والمفاهيم "([1]). ومن هذا المنطلق، يمنح الاتجاه التجريدية للمتلقي حرية واسعة لتصور العديد من الأفكار، مما يعزز المتعة الفكرية دون الحاجة إلى تفاصيل زائدة أو معقدة. منذ أوائل القرن العشرين، شكل الفن التجريدي تيارًا محوريًا في الفن الحديث، حيث استندت العديد من الاتجاهات الفنية إلى أصول تجريدية تتسم بالبساطة والقوة في آنٍ واحد.
يعتمد النهج التجريدي في مجال تصميم الأزياء بشكل أساسي على الخطوط الأولية والرموز المستوحاة من الفكرة التصميمية، مما يتيح فرصًا متعددة لاستكشاف رؤى تشكيلية نابعة من الفن التجريدي. ونتيجة لذلك، تظهر الأزياء التجريدية ببساطة مؤثرة وتميز غير تقليدي. إلا أن هذا البحث يقدم مقاربة جديدة من خلال المزج بين التجريد والواقعية والرمزية، وهي ثلاث اتجاهات فنية تتميز بأساليب وخصائص متباينة. ومع ذلك، فإن الجمع بينها لا يستند إلى عرض كل منها بشكل منفصل، وإنما يعتمد على دمجها بأسلوب متكامل بحيث لا يكون هناك تباين واضح بين مفردات الزي أو في تصميم الزي نفسه. ويتمثل هذا الدمج في توظيف الرمزية والتجريد في تكوين واحد، مع استخدام الاتجاه الواقعي وإضفاء لمسات تجريدية على بعض العناصر، بالإضافة إلى تبني أسلوب التبسيط والوضوح الذي يميز الاتجاه الرمزي، فإن "رؤية الموضوع الفني في صياغة جمالية غير تقليدية ضروري، فلا يكتفي الفنان التجريدي بالتعامل مع الموضوع على مستوى الفهم بالعقل والمنطق، لأن المعالجات المجازية وإفساح المجال لعمل العاطفة والخيال، تستدعي البحث عن أساليب للتعبير غير تقليدية"([2]( ولذلك يكون للبساطة والوضوح دور هام في صياغة الصورة الكاملة للزي بحيث يبدو غير تقليدي وغير معقد ويمكن للمتلقي فهم الإشارات البسيطة في التصميم بسهولة.
يمكن اعتبار هذه الدراسة تسعى لتقديم صورة مغايرة، حيث تتناول تطبيق هذا النهج في تصميم أزياء عرض 8 حارة يوتوبيا، الذي حاولت الباحثة تطويره وفقًا لمبادئ الاتجاه التجريدي، مع توظيف الاتجاه الواقعي التشكيلي والرمزي في المعالجة التشكيلية، وذلك من خلال استخدام الخط واللون في تصميم أزياء العرض.
يمكن تلخيص مشكلة البحث في عدة أسئلة:
يتناول هذا البحث دراسة لتصميم أزياء مسرحية " 8حارة يوتوبيا" ، والتي تم عرضها في أبريل 2016 تحت إشراف مديرية ثقافة الجيزة. وتركز الدراسة على تطبيق الأسلوب التجريدي في تصميم الأزياء، حيث استخدمت الباحثة الخط والرمز في المعالجة التشكيلية، وفقًا للمدرسة التجريدية، مما يعكس تأثير هذا الاتجاه الفني على إدراك المتلقي وانطباعاته البصرية.
أقيم العرض المسرحي على مسرح مدينة الطلبة بشارع أحمد عرابي -المهندسين- القاهرة، انتاج فرقة بيت ثقافة المنيرة الغربية، التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، وزارة الثقافة.
اعتمدت الدراسة على تصميم أزياء شخصيات المسرحية تصميم يجمع بين الرمز والتجريد ، بينما اعتمدت على الواقعية الرمزية البسيطة، وقد أثمر هذا الدمج عن توليفة فريدة تجمع بين خصائص التجريد من حيث التبسيط والاختزال الشكلي، وبين قوة الرموز البسيطة في إيصال الدلالات والمعاني. ويهدف هذا الدمج إلى كشف الواقعية المفترضة للشخصيات. وقد تجلى ذلك في تلخيص الخطوط التشكيلية للأزياء، بحيث ظهرت التصميمات بسيطة ومجردة في ظاهرها، إلا أنها حملت في طياتها رموزًا ودلالات درامية متعددة، معبرة بذلك عن العمق الداخلي لكل شخصية وخصائصها الجوهرية.
يتمحور العرض المسرحي حول مدينة خيالية تحمل اسم يوتوبيا، والتي تجسد مجتمعًا بشريًا انحدرت فيه الأخلاقيات، لدرجة دفعت الشخصية الشيطانية إبليس إلى التفكير في الانسحاب والتوبة، يأساً منه أمام تفاقم الشرور الإنسانية؛ وفي هذا السياق، يكلف إبليس أبناءه، وهم شخصيات مجردة تحمل دلالات رمزية (فتنة، شيطون، حلزون)، بمهمة النزول إلى العالم البشري متخفين في هيئات بشرية بهدف إغواء سكان يوتوبيا. تتصاعد الأحداث في صراع جدلي بين الشيطان والإنسان، إلا أن مهمة الأبناء الشياطين تبوء بالفشل في نهاية المطاف، بل وينجح مجموعة من الشخصيات البشرية في إغواء الأبناء الثلاثة، مما يطرح تساؤلًا جوهريًا حول مدى تفوق الشر الإنساني على نظيره الشيطاني.
يتضمن العرض عدداً من الشخصيات التي تجسد نماذج شريرة للبشر (المعلمة بجعة، جنرال، سلخاوى، النص) وأخرى تمثل الشر بذاته في الشياطين وتتطرق المسرحية، من خلال حبكتها الدرامية، إلى مناقشة فلسفية حول طبيعة الصراع بين الإنسان والشيطان، وتسعى إلى تحديد الطرف المنتصر في هذا النزال هل هو شيطان الجن أم شيطان الإنس؟ وأيهما يمثل الشر الحقيقي؟ يتم تقديم هذه التساؤلات في قالب كوميدي فانتازي، يتيح للكاتب تسليط الضوء على فكرة التدهور الأخلاقي والسلوكي لدى البشر، والذي يصل إلى حد إغواء الكائنات الشيطانية ذاتها.
استندت الباحثة في تحليلها إلى توظيف الألوان الصريحة والأنماط الخاصة والخطوط المنحنية كعناصر بصرية معبرة عن الانفعالات الداخلية للشخصية الدرامية وعرضها من خلال التكوينات الخطية. وقد ارتكز التصميم على مبدأ تغيير إدراك المتلقي للأشياء والأشكال المألوفة. "ويتجلى هذا النهج التشكيلي بوضوح في أعمال رائد المدرسة الوحشية، مثل أعمال الفنان (هنري ماتيس 1869م -1954م)، كما في لوحته الشهيرة الرقصة 1952م، فعلى المستويين الإبداعي والنقدي، تعمد ماتيس تجسيد انحناءات الراقصات في عمله، مما عمّق إحساسه بحركة الرقص وأثرى رؤيته الفنية، حيث اعتمد على البساطة والمعنى المباشر على نحو إبداعي"([3]) وبناءً على ذلك، يكتسب تصميم الأزياء دورًا محوريًا في إظهار الجوانب الخفية للشخصية الدرامية من خلال تحليل الخصائص التشكيلية لتصميمات الشخصيات الرئيسة وتحديد الرموز البصرية الهامة التي تتجلى في المعالجة التشكيلية للأزياء ضمن إطار واقعي.
كان رأى الفنان بيت (موندريان 1872م -1944م) م وهو من أشهر مُؤسّسي الفن التجريدي الهندسي في حركة الفن التشكيلي الحديث، إذ يُعدّ أول من اكتشف خصائص الشكل واللون الطبيعي، "أنّ حقيقة العمل الفنيّ تبقى دائماً وإن تحوّلت الأشكال فيها، ومن الجدير بالذكر أنّ بدايته في الفنّ كانت تحمل المعنى الانطباعي، ثمّ تركه واتّجه إلى الرّسم بالتدريج من خلال تبسيط الأشياء؛ ليصل بها بعيداً عن الحقيقة، فاستطاع بعد ذلك إيجاد التوازن البصريّ من خلال استخدامه الخطوط الأفقيّة والعموديّة في أعماله بطريقة مُتكافئة"([4])، أي أنه اتجه بعيداً عن الواقعية ليجد أصل وحقيقة العمل الفني وهذا ما توضحه الباحثة من خلال عكس هذه الرؤية وهو التوصل بالتجريد والرمز إلى حقيقة الشخصية ومكنونها الداخلي، وإن كانت تتخفى وراء هيئة واقعية زائفة، ولطالما كانت الحرکات الفنية الجديدة في تاريخ الفکر الإنساني تكون ترجمة ومحاكاة للأسلوب المعاصر؛ والهدف من الحركات الجديدة هو تطوير أساليب التفکير التي غيرت مفاهيم الفن إلى مفاهيم أخرى جديدة وفتحت باب الابداع والابتكار، واستحداث معالجات تشكيلية جديدة من خلال الدلالة الرمزية للفن التجريدي في ضوء فنون ما بعد الحداثة، يرى الكثير من علماء ما بعد الحداثة " أن العمل التبسيطي المجرد لا يمكن أن يثير اهتمام المشاهد إلا في حالة عرضه عرضًا مسرحيًّا في صالة عرض فني؛ وهو ما يؤدي إلى مقارنته بالنموذج الحداثي، الذي يتضمن استغراق المتلقي في التكوين الشكلي والتعقيد الذي يتسم به العمل، وهي مقارنة ليست لصالحه بكل تأكيد؛ فأحد النموذجين يتطلب تفاعلًا، بينما يتطلب الآخر تأملاً للعلاقات الداخلية. "([5])؛ لذا أصبح من الضرورة دمج بعض الأساليب التشكيلية الحديثة، بهدف اثراء فنون ما بعد الحداثة " يمكن نعت فنون ما بعد الحداثة بأنها تستلهم مختلف الخامات والمكونات والروافد والأفكار والرؤى، و" أن ما يراه الفنان من مفاهيم، وما تشكله الأشكال الفنية من جمل، هي بلا شك تقدم أحاسيس جمالية جديدة تحتاج لمن يفهمها ويعيها"([6])، ومن هذا المنطلق، تبرز فكرة دمج التجريد والرمز لاستحداث صورة جديدة من خلال التشكيل بمفردات الصورة والتصميم الأساسية كالشكل والخط واللون، وذلك كوسيلة للتعبير عن الرؤية المستجدة التي تحمل في طياتها أسلوبًا تشكيليًا مبتكرًا ومستحدثًا.
إن تصميم زي إبليس يجب أن يعكس طبيعته كملك للشر والمسيطر على قوى الظلام، بالإضافة إلى إبراز الخبث والمكر المتأصل في شخصيته.
لذلك تم دمج التجريد والرمزية باستخدام الخطوط المنكسرة والمجردة للتعبير عن الشر الكامن ونفاذه إلى الشخصية، إلى جانب الرموز الواضحة مثل (القرون، الذيل، الصولجان) التي تدل على سلطته ومكانته كملك للجان، ومن ثم توظيف الألوان الداكنة (الأحمر والأسود)، إن استخدام هذين اللونين كرموز كذلك بشكل أساسي للدلالة على الجحيم وقوى الشر، مما يخلق نمطًا لونيًا موحدًا للشخصيات الشيطانية ويعزز الانتماء إلى عالم الظلام، كما أن استخدام الرموز التقليدية للشيطان مع إضافة لمسة تجريدية بهدف الحفاظ على الرموز المألوفة لإبليس ولكن بأسلوب تشكيلي يميل إلى التبسيط والتجريد في الخطوط والأشكال، مما يضفي عليها طابعًا فنيًا معاصرًا، كما أن التعبير عن الجوانب النفسية من خلال العناصر البصرية " وهى التي تعطى قيمة للعمل الفني ليس من خلال تصوير الواقع فحسب وإنما من خلال التآلف بين الانفعالات ، الأفكار، الصور والأشكال ...فالفنان الحقيقي يبحث عن رمز تشكيلي يكون أكثر دلالة، وليس هناك أبلغ من العناصر البصرية، وهنا يكون هدف الدمج هو تخطى الواقع وبلوغ معان أخرى خفية"([7]).
تظهر التصميمات المبدئية بشكل (1)، وفيها يظهر أن استخدام تفاصيل مثل القرون المحيطة بالوجه تبدو كهالة من الشر، والقرون المدببة على الرأس والأذنين لتعزيز الرعب في نفس المتلقي، والشرائط السوداء الممزقة للدلالة على النقص والخبث، ولإبراز الازدواجية في الشخصية يظهر في التصور الثاني، التباين بين القرن الثابت الذي يدل على الهيبة والقرنين الملتفين كالثعبانين اللذين يرمزان للخداع واللؤم، مما يعكس تعقيد شخصية إبليس، واستخدام الأكتاف البارزة والممتدة يرمز للسلطة ويدل على مكانته كملك مع الخطوط المدببة والتي تعبر عن طبيعته الشريرة والتركيز في التصميم على الخطوط المنكسرة والحادة في الحزام والشال يدل على شرور الشخصية، وبشكل عام، يميل التصميم إلى تقديم رؤية فنية تجمع بين المفهوم التقليدي للشيطان وبين لغة تشكيلية حديثة تعتمد على التجريد والرمزية، بهدف الكشف عن جوهر شخصية إبليس.
شكل(1) يوضح تصور مبدئي لشخصية ابليس.
يعتمد التصميم النهائي والذي يظهر في شكل (2) على اللون الأحمر والأسود المهيمنين والخطوط الحادة للتعبير عن الشر والقوة. تبرز القرون والأطراف المتدلية كرموز تقليدية للشيطان مع لمسة تعبيرية، يمزج الأسلوب بين التجريد الجزئي والمبالغة في العناصر لنقل جوهر الشخصية، يخلق التباين بين الخطوط والألوان عمقًا بصريًا، بينما يركز التكوين المركزي على حضور إبليس الطاغي، يعكس التصميم رؤية فنية تجمع بين الرموز التقليدية ولغة تشكيلية حديثة لتجسيد كيان الشر، يمثل التصميم النهائي لشخصية إبليس النموذج الأقرب للتنفيذ الفعلي على خشبة المسرح، مع وجود بعض التباينات الطفيفة الناتجة عن قيود الميزانية الإنتاجية للعرض.
شكل(2) يوضح التصميم النهائي لزى شخصية ابليس.
أما في الشكل (3) يظهر تقارب كبير بين التصميم المبدئي والزي المنفذ، باستثناء تعديلات في تصميم الحزام المركزي وشكل القرون. ويتجلى التوجه التجريدي في التصميم من خلال استخدام خطوط مبسطة ومجردة، بينما يظهر الاتجاه الرمزي في انتقاء الألوان (الأحمر والأسود للدلالة على الشر) والشكل الهندسي المثلثي للإشارة إلى القوة والخبث، بالإضافة إلى غطاء الرأس ذي القرنين الذي يحمل رمزية شيطانية تقليدية.
شكل(3) زي ابليس بعد تنفيذه.
تعد شخصية شيطون في سياق العرض نموذجًا للشخصية المرحة والماكرة ذات القدرات الاحتيالية التي تمكنها من خداع البشر؛ ويُلاحظ عدم قدرتها على نيل رضا الأب، مما يضعها في دور مساعد للشخصية الأخرى حلزون، وقد اعتمدت الباحثة في تصور تصميم الزي على المنهج الرمزي، انطلاقًا من مفهوم أن الرمز يحمل دلالات متعددة ويعكس الجوانب الخفية والمقتضبة للشخصية، محولًا العناصر البسيطة إلى رموز ذات تأثير في عالم الشخصية، وهى ما تُعرف بأنها تحويل الشخصية إلى " نظام من الرموز والإشارات، حيث يكتسب الرمز دلالته من خلال موقعه وعلاقته ببقية عناصر النسق"([8]) ، على ذلك تم تصميم ثلاثة تصورات بصرية للشخصية تتوافق مع مراحل العرض _البداية، المنتصف، النهاية_، وتستند هذه التصورات إلى سياق القصة والصورة التي يتجسد بها الشيطان قبل وبعد نزوله إلى الأرض.
يظهر التصور المبدئي في شكل(4)، حيث تم تصميم الزي بشكل مبدئي بحيث يصف المراحل الثلاث التي مرت بها الشخصية على مدار العرض منطلقة من التصور الرمزي للشخصية الشيطانية وحتى التصور الواقعي التجريدي للشخصية الإنسانية بعد تنكرها في هيئة بشرية.
شكل (4) يوضح التصورات المبدئية لشخصية شيطون.
يتضح في التصميم النهائي دمج منهجي التجريد والرمز في العناصر الخطية، حيث يُشار إلى أن " بعض الرموز تتسم بالتجريد، والتي تُثير بدورها تأثيراً بصرياً في المتلقي، وذلك بمقدار تعلق الرمز بالأشكال، الخطوط والألوان وذلك ضمن الهيئة البصرية الكاملة للشخصية" ([9]) وهذا ما يوضحه تصميم الزي، ويظهر في شكل (5).
شكل (5) التصميم النهائي لشخصية شيطون.
يظهر بشكل (6) أن التصميم النهائي أقرب تشكيلياً للزي بعد تنفيذه مع تغيير بعض المفردات مثل لون القميص وربطة العنق، بناء على رؤية المخرج تم تنفيذ نفس الخطوط في تصميم زي الشخصية المرتبط بعالم الجن ويظهر في التطريز على الأرجل والأذرع بالزي الأسود ولكن تم تغيير اتجاه الخطوط بحيث تظهر الشرائط المطرزة تتجه لأسفل مع الاحتفاظ بالقرون والعباءة باللونين الأحمر والأسود.
شكل (6) تنفيذ زي شخصية شيطون.
تُعد شخصية "حلزون" في سياق العرض تجسيدًا لابن إبليس المتسم بالدهاء والتفكير الاستراتيجي، والذي يتصف بتربص دقيق بالهدف قبل الانقضاض عليه، وهو ما يتجلى في سماته الشخصية وتخطيطه للمكائد. يُعرف "حلزون" بكونه الشقيق الأكثر ذكاءً وشهوانية لكل من "شيطون" و"فتنة"، مما يمنحه مكانة قيادية وقدرة على الهيمنة، حيث يسعى إلى تدبير خطة محكمة لاستعادة نفوذ الشياطين والتغلب على البشر. وقد طورت الباحثة ثلاث تصورات مبدأيه لتصميم زي "حلزون" تتماشى مع تطور الأحداث في بداية العرض ووسطه ونهايته وتظهر التصميمات المبدئية في شكل(7).
شكل (7) يوضح التصورات الثلاثة المبدئية لأزياء شخصية شيطون.
لقد جسدت هذه التصميمات الرؤية التشكيلية للشخصية، لتنقل صورة الفنية متكاملة للمتلقي من خلال المفردات البصرية بهدف إثراء الإدراك لدى المشاهد، وتحقيق المتعة الجمالية للتصميم، إذ يتبين أن المتعة الجمالية هي نتاج التواصل بين الشكل الفني وإدراك المشاهد مما يؤدي إلى المتعة البصرية ويتم ذلك من خلال رؤية وملاحظة الزي، والمتعة الجمالية تتحقق عن طريق "ربط ومزاوجة وترتيب مختلف عناصر العمل الفني"([10])، وهدف التصميمات أن تعكس رؤية فنية لإحداث تواصل جمالي فعال مع المتلقي، وتظهر التصميمات النهائية الثلاثة في شكل(8):
شكل(8) التصميمات النهائية لشخصية حلزون.
تم تنفيذ زي الشخصية بما يتناسب مع التصميم المبدئي، حيث أن التصميم النهائي يختلف قليلاً عن الصورة البسيطة التي تم تنفيذ الزي بها حيث تجسدت بعض العناصر البصرية في التصميم بصورة إيجازيه. ويتوافق هذا مع تعريف "التجريد الإيجازي" بأنه "تجريد أجزاء من الوحدة وحذف أجزاء أخرى للخروج بتصميم جديد لا يفتقر للهوية وإنما يعبر عن رؤية فنية مبتكرة"([11])، يظهر تنفيذ الأزياء في الشكل) 9(، وتظهر القرون المثبتة على الرأس، بالإضافة إلى عباءة ثنائية اللون تجمع بين الأحمر والأسود للدلالة الرمزية على الشخصية الشيطانية، إلا أن تنفيذ التصور الثاني من الشخصية جاء مختلفاً لما تم تصميمه فقد استغنى المخرج عن العباءة واكتفى بالجلباب الأبيض وغطاء الرأس بدون العمامة الحمراء أي أنه اتجه للبساطة.
شكل (12) تنفيذ زي شخصية حلزون.
استند التصور التشكيلي لشخصية فتنة، وهي ابنة إبليس وشقيقة شيطون وحلزون، إلى رؤية فنية تجمع بين عناصر الواقعية والرمزية في التشكيل بالخطوط، وهو ما يتوافق مع مبدأ "استخدام الخطوط والألوان التي ترمز إلى فكرة أو مقصد ما"([12]). وباعتبارها شخصية ذات نفوذ وقوة قيادية، وتجلى هذا المبدأ في تصميم زيها ضمن ثلاث تصورات مبدئية تظهر في شكل(10).
شكل (10) يوضح التصورات المبدئية الثلاثة التي صممتها الباحثة.
ولقد اتبعت الباحثة مزيجًا من الاتجاهين التجريدي والرمزي في التصميم النهائي للزي ، فقد جاء بنفس السمات الرمزية، حيث تم تجريد بعض العناصر البصرية مع التركيز على العلامات الرمزية واللونية القوية، ويظهر التصميم النهائي في شكل(11).
شكل(11) يوضح التصميم النهائي لزي شخصية فتنة.
تم تنفيذ زي شخصية فتنة بناء على دمج كلا من التصميمين المبدئي والنهائي، وذلك بعد المناقشة مع المخرج وتفهم الرؤية الخاصة به والاطلاع على ميزانية العرض أصبح لابد عمل بعض التغيرات التي تناسب الشخصية وتتفق مع الاتجاه التجريدي والرمزي كذلك، وتظهر الهيئات الثلاث بشكل (12). حيث تم استخدام الدانتيل الأحمر في زي الشيطانة ليدل على الجانب الأنثوي الرقيق ويرمز كذلك للفتنة والغواية بالشخصية مع الشعر الأحمر والقرنين المحدبين والعباءة المجردة لشكل نصف دائري كالحرملة، وكانت الهيئة الثانية للممرضة هيئة محايدة لحد كبير، بحيث يمكن اعتبارها شخصية محترمة ومتحفظة بينما تظهر في نهاية العرض بفستان أحمر طويل ضيق يبرز جمالها وذلك بعد أن تم إغرائها بالمال والثروة مقابل شرفها.
شكل (12) تنفيذ زي شخصية فتنة في الهيئة الشيطانية.
قامت الباحثة بعمل تصور بسيط لشخصية المعلمة بجعة وهي شخصية عشوائية ومتسلطة ومتدنية الأخلاق تتحكم في كل من حولها وخاصة زوجها وتسمى نفسها الملكة وهي رئيسة لعصابة كبيرة وتظهر المعلمة بجعة كنموذج للمعلمة صاحبة النفوذ والتي تمتلك من الشرور ما يكفي لترتكب الكثير من الجرائم، ويرمز اللون الأصفر في التصميم المبدئي لزي الشخصية إلى مشاعر الحقد والخبث والسلطة التي تغلب على الشخصية، ويظهر بشكل (13).
شكل (13) يوضح التصميم المبدئي لشخصية المعلمة بجعة.
بينما يوضح شكلي(14 ،15) التصور النهائي لشخصية المعلمة بجعة وتنفيذ الزي على المسرح، ويلاحظ تحول لون التصميم إلى اللون الأزرق المكسو بالزهور الصغيرة ويرمز اللون الأزرق إلى الاسم بشكل أفضل ويوحى بتميز الشخصية وتفردها وهيمنتها حيث يعطى اللون الأزرق دلالة على الرقة ويرمز بالكذب إلى الهدوء والسلام، وهو عكس ما يظهر من الشخصية، ويأتي تنفيذ الزي بشكل مطابق للتصميم.
شكل( 14) التصميم النهائي للشخصية. شكل(15) تنفيذ زي المعلمة بجعة.
أما عن شخصية الجنرال وهو زوج المعلمة بجعة وهو شخصية ضعيفة ويستمد قوته أمام أفراد العصابة من سمعة زوجته التي تهينه معظم الوقت، ويرجع تصميم شخصية الجنرال إلى الاتجاه الرمزي حيث يرمز لأسم الشخصية بالشارة التي يرتديها والتي تظهر وكأنها لا تناسبه إطلاقاً فليس هناك جنرال رث المظهر بهذا الشكل ويظهر التصميم المبدئي بشكل(16)، وهو يرتدى نظارة تكبر عينيه وترمز إلى أنه ليس نافذ البصر فهو معمى عن رؤية الحقيقة وأضعف من أن ينزعها ليرى الواقع السيء والمشبوه الذى يعيش فيه، ويعبر سرواله المخطط عن شخصيته الهزلية والتي لا يمكن إصلاحها فهي معيبة وتم تجريد الزى بطريقة رمزية بحيث يظهر ذلك الشعور بالضعف وعدم الاتزان بالشخصية واستخدمت الباحثة ألوان حيادية وتفتقد للسيادية.
شكل(16) التصميم المبدئي لشخصية الجنرال.
يرجع التصميم النهائي للزي إلى نفس الرؤية السابقة، إلا أن تنفيذ الزي جاء مشابها للتصميم عدا استبدال السروال بآخر أسود وتم الاستغناء عن النظارة تماماً حتى لا يكون ساخراً كثيراً وتم استبدال الشارات على الصدر بميداليات رياضية بحيث تبدو وكأنه سرقهم حتى يكمل مظهره الرسمي ، ويظهر التصميم النهائي والتنفيذ في شكل(18،17).
شكل (17) التصميم النهائي للجنرال. شكل (18) تنفيذ الزي على المسرح.
إن شخصية النُص ذات اسم غامض وغير واضح فاسم النُص لا يعبر عن الشخصية ولا عن الصفة فهو في الحقيقة شيطان متخفى في هيئة عضو من أفراد العصابة، وهو يقوم بدور لص جريء وغامض لحد ما، مما كان لارتدائه السترة وغطاء الرأس أمر بديهي حتى يخفى شخصيته الشيطانية عن أفراد العصابة.
يلاحظ من التصميم الذي يظهر بشكل (19) أن رأسه تبدو ضخمة وكأنه يخفى قرنيه أسفل القلنسوة، وهي حيلة تصميمية لتجريد المعلومات وإخفاءها عن المشاهد بحيث يضيف للشخصية المزيد من الغموض والتشويق، ويرمز اللون الأحمر في الزي للشخصية الشيطانية ولمشاعر العنف والغضب الذى يغلف الشخصية.
شكل(19) التصميم المبدئي لشخصية اللص النص.
جاء التصميم النهائي للشخصية مشابهاً للتصميم المبدئي ويظهر في شكل(20) ، إلا أن كان للمخرج رأياً آخر وهو أن استخدام اللون الأحمر سوف يكون مباشراً والأفضل ألا يرتدى نفس اللون الذي يميز أزياء الشياطين في الجحيم، يمكن فقط وضع اللون الأحمر بشكل طفيف في بعض أجزاء الزي مثل غطاء الرأس، فقد تم تنفيذ زي الشخصية بمظهر شبابي مع ارتداء غطاء الرأس _الكاب_ حتى يحافظ على الغموض بالشخصية، ويظهر تنفيذ الأزياء في شكل (21).
شكل (20) التصميم النهائي للنص. شكل(21) تنفيذ شخصية اللص النص.
هو شخصية رجل في الخمسين أو الستين من العمر يقضى معظم وقته في شرب الخمر حتى يغيب عقله تماماً، ولا يكترث لابنته أو يهتم بها، أصبح لا يعي الفرق بين الخير والشر مغيباً عن التزامات الحياة الأساسية فهو عاطل لا يعمل ويتسول حتى يحصل على المشروب، قامت الباحثة بعمل تصور يوضح أنه كان رجلاً رزيناً قبل أن تعصف الخمر بعقله وتتبدل أحواله، يظهر بشكل (22)، يرتدى سروال بنياً وقميصاً وتدلى الحمالات من سرواله حتى يبدو بهيئة غير مرتبة، ويظهر التصميم المبدئي للشخصية
شكل(22) التصميم المبدئي لشخصية والد جميلة.
يلاحظ أن في التصميم النهائي قد تم تصميم قميصاً مخططاً بخطوط متقاطعة توضح التعقيد في الشخصية وبقية التصميم مشابه للتصميم المبدئي من حيث السروال والحمالات ونفس الشعر الأشعث والملابس غير المهندمة ويظهر بشكل (23)، وتظهر نفس المواصفات في هيئة الشخصية بعد التنفيذ كذلك وزجاجة الشراب التي توضح اسرافه في الشرب، ويظهر التنفيذ في شكل (24).
شكل (23) التصميم النهائي لوالد جميلة. شكل (24) تنفيذ الزي على المسرح.
هي فتاة جميلة تبحث عن مستقبل مشرق يتم خطبتها من جميل الشاب العاطل المخمور والفاشل إلا أنها تبحث طوال الوقت عن مخرجاً ينتشلها من يوتوبيا وبالفعل يأتي سائحاً عربياً ويعجب بها وتستعد لترك كل شيء أمام أمواله فهو رجلاً غنياً، يمكنه أن ينتزعها من الفقر ومن خطيبها الفاشل ووالدها المخمورين، وتظهر بشكل (25) في التصميم المبدئي لها ترتدى جميلة ثوباً عصرياً باللون البرتقالي، وتبدو على ثيابها سمات الاحترام.
شكل(25) التصميم المبدئي لزي شخصية جميلة.
أثناء تصميم الزي النهائي والذي يظهر بشكل (26)، وبعد حضور البروفات والاطلاع على المعالجة التي قام بها المخرج على الشخصية تبين أن الشخصية لا تتسم بالاحترام، ولكنها انتهازية وتبحث عن الثراء، فتم تصميم الثوب بشكل تقليدي يرمز للبيئة المصرية الشعبية، مع الخرز الذهبي على الصدر الذي يرمز لتوقها لارتداء المجوهرات والذهب وشغفها بالحصول على الثروة، وتم تنفيذ الزي مشابهاً للتصميم النهائي تماماً ويظهر بشكل (27).
شكل (26) التصميم النهائي لجميلة. شكل (27) تنفيذ الزي على المسرح.
هو شاب عاطل تخرج من الجامعة ولم يجد فرصة للعمل وخطب جميلة الفتاة التي لطالما أحبها، ولكنه استسلم للخمر لكي يهرب من مشاكله وديونه واستسلم لإدمان شرب الخمر بإسراف، بحيث لا يمكنه التخلي عنها والزجاجة لا تفارق يده، ويظهر التصميم المبدئي بشكل (28) لشخصية شاب يرتدى زي عصري ومتحفظ ، حتى يدل على أصله المحترم قبل أن يصبح مدمناً للخمر.
شكل (28) التصميم المبدئي لشخصية جميل.
تم تصميم شخصية جميل بشكل مختلف في التصميم النهائي ويظهر بشكل (29) ، بحيث يظهر من خلال البروفات أنه شاب شغوف بالدراما، فقد تم تغير التصميم وإضافة العمامة الهندية له كتفصيلية في الزي تعبر عن اهتمامه بالدراما الهندية التي لطالما وصفت البطل بالقوة والحب الرومانسي، وهي يدل على وقوعه فريسة لخيالاته والابتعاد عن الواقع والمسؤولية، ويرتدي زياً بسيطاً ومجرداً من التفاصيل، قميصاً بلون عصير العنب وهو يحمل معنى رمزي يدل على لون الخمر، مما يدل على رغبته في التخلص من همومه الحياتية، وبذلك يكون التكامل بين الأشكال المجردة والألوان في تصميم الأزياء ذو دلالة كبيرة ويؤكد فكرة المزج بين الرمز والتجريد إذ أن "الأزياء هي وحدة العلاقات الشكلية بين الأشياء التي تدركها حواسنا.. كما أن القيمة الجمالية للملابس تزداد وتتسع بوحدة الأشكال والألوان بحيث تصبح ذات دلالة وأكثر جمالاً"([13])؛ ويظهر الزي بعد التنفيذ في شكل (30) مطابقاً للتصميم النهائي .
شكل(29) التصميم النهائي لجميل. شكل(30) تنفيذ الزي على المسرح.
تظهر شخصيتان ثانويتان في شكل (31) وهما السيدة التي تغوى الشيطان حلزون وتجعله يستجيب لشهوته ويترك دوره المزيف كرجل دين ويتبدل حاله، وأما شخصية سلخاوى فهو رجل قوى يخاف منه أهل الحارة، ويصبح بدون شعبية بعدما ينزل الشياطين إلى يوتوبيا ويكونون أسوأ منه بعد غواية البشر لهم، ويظهر في التصميم أن شخصية السيدة ترتدى عباءة سوداء تقليدية ومنديلاً وشخصية سلخاوى يرتدى زياً مجرداً وبسيطاً.
شكل(31) يوضح التصميم المبدئي لهما.
يظهر التصميم النهائي بشكلي (33،32)، والتنفيذ لكل من شخصية السيدة وسلخاوى ويلاحظ أنهما يتقاربان مع اختلاف بسيط، حيث تم تغيير لون سروال سلخاوى وتم إضافة وصديرى في التصميم النهائي وتم الاستغناء عنه حتى يكون التصميم مجرداً أكثر.
شكل (32) يوضح التصميم النهائي وتنفيذ شخصية السيدة.
شكل (33) يوضح التصميم النهائي وتنفيذ شخصية سلخاوى.
تم تصميم الأزياء بشكل بسيط يمزج بين الواقعية والتجريد وأخيراً الرمز، وقد ظهرت الأزياء مواكبة للمناظر التي تم تصميمها بحيث تندمج في الصورة المرئية بكل مرونة، وقد تمت مراعاة العلاقة بين المظهر المجرد والمفردات الرمزية لكل شخصية، مما يعزز من القيمة الجمالية للعمل ويعمق تأثيره البصري على المشاهد، وبذلك يصبح المزج بين الاتجاهات التشكيلية أكثر وضوحاً، وتظهر في صور متفرقة من العرض مباشرة الأزياء المختلفة للشخصيات في الأشكال (35،34).
شكل (34) يوضح الشياطين في الجحيم قبل نزولهم إلى الأرض.
شكل (35) يوضح نزول الشياطين إلى الأرض ودخولهم لحارة يوتوبيا قبل وبعد تنكرهم بين أهل الحارة.
قامت الباحثة بالدمج بين التجريد والرمز في تصميم الزى، ويعد مصطلح تجريد كما جاء في أحد المفاهيم أنها "تعني فصل أو سحب شيء من شيء آخر، إذ يمكن تطبيق المصطلح على الفن الذي يعتمد على كائن أو شكل أو منظر طبيعي، حيث تم تبسيط الأشكال أو تخطيطها مثل رموز بسيطة، كما يتم تطبيق هذا الفن أيضًا على الفنون التي تستخدم أشكالًا، مثل الأشكال الهندسية أو العلامات الإيمائية أو الرمزية البسيطة، التي ليس لها مصدر على الإطلاق في الواقع البصري الخارجي، بل وقد تظهر العلاقة بين التجريد والرمز والتي تكمن في قوة الخطوط والأشكال."([14])، وأما الرمز فهو " شكل كلى مستقل ..يعبر عن فكرة أو شيء أو أداة ذهنية أو لغة يميزها العقل البشرى .. وتعبر عن العمل الفني" ([15])، وغالباً ما يكون مستوحى عن طريق الفن، فالفن كله رمز والرموز تدخل في كافة أشكال الحياة والأصل أن معظم الاتجاهات التشكيلية ترمز في طياتها إلى أفكار وأشكال معينة ستقطب الرمز إلى فلسفتها الخاصة بطريقة أو بأخرى، وبما أن المسرح ما هو إلا محاكاة لدراما خيالية ممنطق بشكل واقعى، وكما يعرف أن "العالم الواقعي المادي هو تجسيد رمزي لعالم الغيبيات"([16])، لذلك ترتبط المدرستين ارتباطا وثيقاً وهذا هو ما قدمه المخرج في عرض 8 حارة يوتوبيا، حيث ظهرت الشخصيات الخيالية كالشياطين بهيئتها الأصلية وبهيئة أخرى مزيفة تم التنكر بها لخداع البشر، إلا أنه تم خدعاهم بواسطة البشر فأمست القصة معكوسة، مما يظهر فيه التداخل بين المعالجات والأفكار لاستحداث عمل مسرحي جديد وعصري ويواكب فكرة البحث بقوة وهيا الدمج بين الاتجاهات التشكيلية لاستحداث صورة مرئية أفضل.
([1]) التجريد في الفن- محمود البسيوني - مكان النشر القاهرة – مكتبة النهضة المصرية 1950 م- صـ11.
([2]) محسن عطية: التشويه التشكيلي في الفن المصري الحديث، مجلة الفكر المعاصر الإصدار الثاني العدد12، أكتوبر / ديسمبر2018.
([3]( محسن عطية-رؤية نقدية في تعليم الفنون-عالم الكتب- القاهرة2021 – صـ52.
( ([4]مفيد عواد مسلم-تمثلات التجريدية في رسوم فناني البصرة- جامعة بابل- العدد 4- المجلد 24- 2016-صـ2300،2301.
([5]) كريستوفر باتلر-ما بعد الحداثة-ترجمة نيفين عبد الرؤف–مراجعة هبة عبد المولى-دار نشر مؤسسة هنداوي-المملكة المتحدة-عام2017م- صـ86.
([6]) مصطفى عطية جمعة- أصداء ما بعد الحداثة- الناشر شمس للنشر والإعلام- القاهرة 2019م- صـ100.
([7]) أسامة الفقي– مدارس التصوير الزيتي- مكتبة الأنجلو- مصر 2016م- صـ172.
([8]) بلخيري احمد - المصطلح المسرحي عند العرب – دار البوكيلي للطباعة والنشر -القنيطرة المغرب 1999م- صــ125-175.
([9] (معتز عناد غزوان - مرافئ ثقافية قراءات في الفن التشكيلي والتصميم- دار مجدلاوي للنشر والتوزيع -العراق 2007م- صــ37.
([10]( منال نجيب العزاوى- أبجدية فن الأزياء في المسرح- الأكاديميون للنشر والتوزيع- 2014م- صـ14.
([11]) رحاب رجب محمود حسان- فن تصميم الأزياء دراسات علمية ورؤى فنية- دار العلوم للنشر والتوزيع- مصر 2014- صـ123.
([12]) قاسـم بياتلـي -مفاهيــم وأساليــب مسـرحيـــة- دار الأكاديميون للنشر والتوزيع-الأردن2021م- صـ52.
([13]) منال نجيب العزاوي- أبجدية فن الأزياء في المسرح- مرجع سابق-صـ13.
([14]) https://www.tate.org.uk/art/art-terms/a/abstract-art
([15]) عادل مصطفى- دلالة الشكل دراسة في الإستطيقا الشكلية وقراءة في كتاب الفن- دار النهضة العربية2014مالقاهرة – صـ27.
([16]) نهاد صليحة- التيارات المسرحية المعاصرة- مكتبة الأسرة- مصر 1997م - صـ36.
مراجع عربية
مرجع مترجم للعربية
الموسوعات
الدوريات
شبكة المعلومات الدولية
https://www.tate.org.uk/art/art-terms/a/abstract-art.