الواقعية الرمزية في تشكيل الفراغ للعرض المسرحي المجاذيب

Document Type : Original papers

Author

theatre department, faculty of arts. Helwan university, Cairo,egypt

Abstract

Dr. Mohammed Anani's theatrical presentation ((El-Magazeep)) in late 1981 on social and political topics discusses the subject of identity and dependence through a dramatic framework that combines symbolism and realism. The play addresses topics related to psychosocial conflict, presents a critical view of the realities experienced by individuals in contemporary societies, and symbolic realism in politeness promotes the theatrical message and facilitates the viewer's understanding of the social and psychological dimensions of the characters. Using the elements of the theatrical show symbolically, the director and writer can present a rich experience to viewers, making the show more influential and profound. Politeness is one of the important works in today's Arab theatre.

The researcher used the symbolic realism method in shaping the theatrical void of this show in line with the directorial vision of director Ashraf Aziz when the show was presented on the stage of the Minf Hall in 2015 and was shaped using this method rather than just portraying the reality as it is, say to convey the messages and ideas contained in the show to viewers in an elaborate manner to allow viewers to deepen the idea of viewing and reflecting on those contents and to deepen the viewing experience.

Keywords

Main Subjects


مقـدمـه: -

إن فكره الانجذاب قد تميل بعض الشيء إلي التبعية دون وعي, فالمجذوب قد يميل إلي شخص ما او فكرة ما دون التفكير فيما تبعات ذلك الانجذاب, والمقصود هنا هو الانجذاب نحو طمس الهوية أو إلغاء الشخصية ومحو تفكيرها لهدف نفعي غير سوي, فالانجذاب لفكره قد شوهها مضلل قد يضر بالشخص ذاته, أو الانجذاب لصاحب المال الذي يستغل ماله في طمس هويه المكان الأصيل الذي تربي فيه بمنطق المدنية ومسايرة التقدم دون الحفاظ علي تقاليد مجتمعه او الواقع الذي تربي فيه, مستغلاً الضعاف ممن جذبهم بالمال او مغريات مادية اخري حتي يتخلوا عن مبادئهم وتقاليدهم, والنماذج والامثلة كثيرة.

وفي العرض المسرحي (( المجاذيب )) الذي كتبه الدكتور محمد عناني (*) (1939م-2023م)  أواخر عام 1981م، ويتناول فيه مواضيع اجتماعية وسياسية تناقش موضوع الهوية والتبعية من خلال إطار درامي يجمع بين الرمزية والواقعية. تتناول المسرحية موضوعات تتعلق بالصراع النفسي والاجتماعي، وتقدم رؤية نقدية للواقع الذي يعيشه الأفراد في المجتمعات المعاصرة، والواقعية الرمزية في المجاذيب تعمل على تعزيز الرسالة المسرحية وتسهيل فهم المشاهد للأبعاد الاجتماعية والنفسية للشخصيات. من خلال استخدام عناصر العرض المسرحي بشكل رمزي، ويستطيع المخرج والكاتب تقديم تجربة غنية للمشاهدين، مما يجعل العرض أكثر تأثيراً وعمقاً. والمجاذيب تعتبر واحدة من الأعمال المهمة في المسرح العربي المعاصر.

واستخدم الباحث أسلوب الواقعية الرمزية في تشكيل الفراغ المسرحي لهذا العرض تماشياً من الرؤية الاخراجية التي اتبعها المخرج أشرف عزب عندما تم تقديم العرض على مسرح قاعة منف في عام 2015م وتم التشكيل باستخدام هذا الأسلوب بدلاً من مجرد تصوير الواقع كما هو، لنقل الرسائل والأفكار المتضمنة بالعرض للمشاهدين بشكل متقن لإتاحة الفرصة للمشاهد لتعميق فكرة المشاهدة والتدبر في تلك المضامين ومن أجل تعميق تجربة المشاهدة.

مشكلة البحث: -

تأتي مشكلة البحث في عدة تساؤلات:

  • كيف يمكن للعرض المسرحي أن يجمع بين العناصر الواقعية والرمزية بفعالية دون أن يفقد الجمهور القدرة على فهم السياق أو الرسالة المراد توصيلها؟
  • كيف يمكن للرمزية في الفراغ المسرحي أن تعزز من التواصل مع الجمهور وتجعلهم أكثر تفاعلاً مع النص والشخصيات والأحداث؟
  • كيف يمكن تحقيق التوازن بين الرمزية والواقعية في تشكيل الفراغ دون أن يتسبب ذلك في تشتت الجمهور أو تعقيد العرض المسرحي؟

 أهمية البحث :-

  • تساهم الدراسة في فهم كيفية تأثير الواقعية الرمزية في تشكيل الفراغ على تجربة المشاهد وتفاعله مع العرض.
  • تقدم إرشادات للمخرجين والمصممين حول كيفية استخدام الواقعية الرمزية بشكل فعّال لتعزيز العرض المسرحي.
  • تساعد في تحليل كيفية استخدام العناصر المسرحية لتعكس الموضوعات النفسية والاجتماعية العميقة.

منهج البحث :-

يتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي والمنهج السيميولوجي في تحليل وتفسير التصاميم المرتبطة بالعرض.

ملخص مسرحية المجاذيب:-

تُعد مسرحية المجاذيب إحدى الأعمال البارزة التي تسلط الضوء على القدرة الأدبية لمحمد عناني، وتعزز مكانته كواحد من أهم الكتاب المسرحيين في العالم العربي. وتُظهر المسرحية كيف يمكن للأدب أن يكون وسيلة للتعبير عن الصراعات الإنسانية العميقة وتقديم رؤى نقدية للواقع الاجتماعي. وتتسم كتابات محمد عناني بأنها تعكس بشكل عميق ومعبر الأوضاع الإنسانية والاجتماعية، ويطرح أسئلة وجودية تجعل الجمهور يتأمل في واقعهم الشخصي والمجتمعي وذلك بدوره يعكس عمق وأهمية هذا العمل في الأدب المسرحي العربي. " ولقد جاء نص المجاذيب لـ محمد عناني في أواخر عام 1981، ليطرح قضية تنامي نشاط الجماعات الإسلامية؛ حيث وصف رؤوسهم بالنصب والاحتيال، ووجّه اتهامًا صريحًا للسلطة السياسية والمجتمع بأنهما السبب الرئيسي في انحراف الشباب " ([1])

ولذلك جسد المخرج أشرف عزب فكرة عناني لمسرحية المجاذيب علي مجموعه من الشخصيات التي تعيش في حي من الاحياء الشعبية ومجموعة من الدراويش والفلاحين وأهل المنطقة والمناطق المجاورة, وتسيطر عليهم فكرة التبعية للأولياء والأضرحة والسلطان الغائب والذ يرمز بذلك إلي التبعية الدينية المتشددة والمزيفة, ومن معهم ممن يروجون لجلب المال والعطايا لأصحاب المقام من المجذوبين من هؤلاء الناس البسطاء , كما جسد فكرة التبعية للمال من خلال عودة (أبو صباع) الرجل الذي جمع المال بطرق غير شرعية وجاء لغواية المدرسة (زكية) التي تقوم بدروها في تعليم الأبناء وتقدم رسالة المعلم والأستاذ الفاضل,- والذي يرمز له عناني بالطبقة التي ظهرت في فترة الانفتاح الاقتصادي- والتي تقاومه دون الانجذاب لسطوة المال مثلما فعل مع اهل الحي حتي مع والدها الذي يدعي أنه مأمور من السلطان الخفي الذي يجمع له الهدايا والمال من البسطاء من اجل رضا السلطان الغائب عنهم, وذلك بمساعده الحرافيش والدراويش الذين انجذبوا إلي السلطان الغائب, وهناك من أهل الحي من ينجذب الواحد تلو الاخر إلي تلك الخرافات دون وعي, ولكن (زكية) تقرر ان تقاوم وتنتظر حبيبها الغائب (توفيق ) حتي يساندها ويقاوم معها تلك الأفكار التي سيطرت علي أهل الحي بنشر الوعي والثقافة, وعدم الانجذاب ومحو هويتهم وسلب ارادتهم , وينتهي العرض بزفاف زكية وتوفيق منتصرين علي أبو صباع واتباعه والدراويش ووالدها وكل من انجذبوا لتيارات واهية سواء تبعات دينية متشددة أو أخري متمثلة في أصحاب النفوذ وامال ممن ظهروا في ظل فترة الانفتاح الاقتصادي, وبذلك يقدم عناني وعزب مثالا قوية لأن هناك جيل يرفض التبعية والانجذاب دون وعي.

التحليل الأدبي والمنهجي لمسرحية المجاذيب:-

ومن المتعارف عليه " أن الأديب الناجح هو الذي يتأثر بقضايا مجتمعه، ويعمل على تقدم مجتمعه من خلال المناقشة لتلك القضايا في إبداعه الأدبي فهو ليس نشاطًا فرديًّا خالصًا يقوم به الفرد لتغيير المجتمع، بل هو نشاط اجتماعيّ يشارك الفرد في تأسيسه باعتباره عضوًا صالحًا في هذا المجتمع، يمارس ألوان النشاط الجماعي بدافعٍ وطني ([2]).  ويمكن القول بان الرمز أحياناً يكون معبراً بشكل اكثر من الاشكال الواقعية المباشرة، التي تحتمل معني واحد، إنما الرمز يضيف إلي الجملة أو الصورة أكثر من معني أو احتمال يستطيع المشاهد من خلاله ان يربط الأحداث وينسقها باستمتاع أكثر من المعني المباشر, لذلك فإن خلط الواقعية بالرمز يعد من المناهج التي تعطي متسعاً من الإبداع للكاتب او باقي أفراد العمل المسرحي ويقول د. محمد مندور عن أهمية الرمز واستخدامه في العمل الفني " أنه ليس وسيلة للتجسيد او التصوير بل هو وسيلة للإيحاء بالمضمون العاطفي والفكري الكامن خلف اللفظ المستعمل بوصفه رمزا وهكذا يتميز الرمز في الادرب الحدث ببعده الفلسفي ووظيفته الإيحائية" ([3])  

وفي الغرب يطلق الرمز في اللغة عند الفرنسيين على شكل او علامة او أي شي مادي له معني اصطلاحي فالكلب مثلا يرمز له بالوفاء والصداقة، والرموز والدلالات الكيميائية التي تختصر في حروف وارقام تدل على مركب ما محدد له تأثيره ومعناه المتفق عليه". ([4])

 

المعالجة التشكيلية للمنظر:-

تعتمد المعالجة التشكيلية للصورة المرئية في هذا العرض على دمج العناصر الواقعية مع الرموز والدلالات التي تضيف عمقًا إلى العرض المسرحي. ويهدف هذا النهج إلى تجاوز السطحية الظاهرية للأحداث والشخصيات من أجل الوصول إلى معاني أعمق وأفكار أكثر تجريدًا لتعكس واقعاً مر به المجتمع أكثر من مرة في ظروف متعددة ومتعاقبة. لأن الواقعية أحيانا تعتمد في أولى مبادئها على الواقع بكل معاييره " حيثُ إنَّ الفنان الواقعي يستمدُّ مادته وموضوعاته وأشخاصه وأحداثه من الواقع نفسه، بغض النظر عما إذا ما كان ذلك من الخياليات أو المثاليات، والمقصود به الأمور التي يعيشها البشر ويشاهدونها، والإنسان يكون هو محور وأساس المدرسة الواقعية من حيث التكوين الدرامي ثم يضاف له الابعاد النفسية والمجتمعية وما يحيط بها من دلالات إيحائية ورمزية ". ([5])

 والمعالجة باستخدام الاسلوب الواقعي والرمزي تعطي إحساساً بالتنوع والثراء، والتنوع والثراء هنا في الرموز والدلالة سواء التشكيلة او الدرامية والتي يتم فك هذه الرموز بالعودة إلي المعاني الدرامي الواقعية او حتى التشكيلية " فالمعالجة الواقعية أيضاً لها تأثيرها على القارئ أو المشاهد وتدفعه لاتخاذ موقف أو رد فعل معين دون أن تُملي عليه آراء أو أفكار بشكل مباشر، وإنَّما تضعه في موقف رفض مثلا أو تضعه في موقف يُثير الإعجاب فيقبله ويعجب به، ويتولد عنده نوع من التعاطف حسب العمل ومدى براعة التقديم فيه " ([6])

 والعرض هنا هو تجسيد لصورة الانفصال عن الواقع، وكل شخص ينجذب لشخص معين حسب أهواءه وميوله الشخصية، ولكن في النهاية وعند الرجوع للواقع يصطدم كل مجذوب بالواقع المرير.

 

الأفكار المبدئية للمنظر المقترح:-

اعتمدت رؤية الفنان (أشرف عزب) مخرج عرض المجاذيب علي تجسيد الواقع في الشارع المصري بعد 2011م, وما نتج عنه من ظهور تيارات سياسية تريد تغيير النمط المصري تجاه أحزاب سواء دينية أو سياسية، وتم اعداد النص أنه في أحد شوارع القاهرة الشعبية القديمة, التي تتسم بالعمارة الإسلامية والممتزجة بالطابع الشعبي المصري, وما كان يقصده المخرج بذلك هو أن طبيعة الشارع المصري بطرازه الفريد من العمارة والصفات البشرية التي كان يتحلى بها سكان الحي من الاخلاق الحميدة والتعاون والحفاظ علي التقاليد والقيم المصرية الأصيلة, جاء من يسطو عليه ليغيره ويمحوه أو يشوه معالمه, ورغم ذلك فساحة الحي مازلت تحتفظ برونقها وطبيعتها مهما حاول المغتصب طمث معالمها, وجاءت الأفكار الأولية للباحث الشكل رقم (1) لتعبير عن ذلك, فساحة الحي جاءت بالملامح الشعبية للحي الشعبي المصري المكون من المنازل والمحال التجارية والقهوة الشعبية والبوابة الكبيرة التي تجمع كل هذا التكوين في خلفية المنظر تحتوي كل المفردات وكأنها النافذة التي يتنفس منها التكوين, وكذلك المشربيات والبلكونات والمسجد الجامع الذي يسطع بمأذنته عالياً ليقول كلمته الوسطية داخل كل هذه الصراع, وذلك في اطار الألوان الفطرية والمتجانسة والتي تتعبر عن ثقافة أصحاب الحي وتم تقديم فكرتين بهذا الشكل كفكرة مبدئية.

 

شكل ( 1 ) الأفكار الأولية للمنظر المقترح لمسرحية المجاذيب، من تصميم الباحث، اخراج الفنان أشرف عزب، تم تقديم العرض على مسرح قاعة منف المكشوف، القاهرة 2015م

الفكرة النهائية للمنظر المقترح:-

بعد أن تم عرض الأفكار المبدئية للمخرج تم تعديلها، فهو يريد إضفاء الطابع العربي أكثر على المنظر أكثر من الطابع الشعبي بالرغم من الشخصيات المصرية وازياؤهم ، إلا أن فكرة الثورات والربيع العربي كانت تسيطر عليه ويريد ان يعكس التصميم الروح التي أصبحت في الشوارع العربية حينها، تم إضافة الطابع العربي من خلال الاقواس والعقود والزخارف العربية الإسلامية.

 

ومن خلال فلسفة النص والاسقاط السياسي الذي يريده المخرج تم بلورة الفكرة بإعطاء الفراغات الكثيرة في الفتحات والفراغ المتمثل بين أجزاء الديكور المختلفة، ليرمز ذلك إلى الحالة التي أصبح المجتمع عليها من اختزال كافة القيم المجتمعية والإنسانية وأصبح المجتمع كله بمثابة الشجرة التي تسقط منها كل يوم ورقة لتصبح جرداء خاوية على عروشها وتذبل ومن ثم تموت. وهو ما حدث وقت هذه الفترة, وفي الشكل رقم (2) وهو للفكرة النهائية بلحظتين ضوئيتين مختلفتين لتبين المنظر, وتم اقتراح أماكن الممثلين من الباحث حتى تظهر النسب ما بين الممثل والديكور، وكذلك التكوين العام وتوزيع الإضاءة , وقام الباحث بعمل تلك التصميمات علي أحد برامج التصميم ثلاثي الأبعاد علي الكمبيوتر حتي يقدم التصميم مستعيناً بالإضاءة والمؤثرات التي تساعد علي تقديم أفضل النتائج وكذلك ايضاً استخلاص الرسوم التنفيذية وكذلك المساقط الافقية او الراسية  او غيرها.

شكل ( 2 ) الفكرة النهائية للمنظر المقترح لمسرحية المجاذيب، من تصميم الباحث، اخراج الفنان أشرف عزب، تم تقديم العرض علي مسرح قاعة منف المكشوف، القاهرة 2015م

 

 

وتم مزج أكثر من طراز عربي في العقود والفتحات ليدل على البلدان العربية التي اشتهرت باستخدام طراز معيين بصفته التاريخية، سواء أكانت عثمانية او مملوكية او أموية او غير ذلك وتميزت بشكل عقود مختلفة سواء مدببة، دائرية، او مقوسة او بصلية الشكل. كما في الشكل رقم (3).

 

 

 

 

 

 

شكل (3)(*) بعض النماذج من الاقواس والعقود الإسلامية للفترات المختلفة من الحضارة الإسلامية.

 

 

واستكمالا لفكرة الصراع والثورة والحالة النفسية التي كانت تسطير على الشخصيات في المسرحية تم الرمز لتلك الفكرة بلوحة للفنان (غيلان صفدي)(*)  شكل رقم (4) ووضعها خلفية للمنظر من ورا الباب الخلفي الكبير وفيها ملامح الصراع النفسي على مستوي الشكل واللون، وكانت تضاء في الحالات التي يحتد قيها الصراع بين الشخصيات لتعبر عن تلك الاحداث . وتم تكبير الخلفية أعلي من باقي الديكور الامامي لتظهر مدي الصراع والحالة النفسية من الانخراط في المجهول او ما قد يتأثر به هؤلاء المجاذيب من حالة الانجذاب نحو المجهول، ويتم تفعيل الإضاءة عليها عندما تتصاعد الاحداث ليتم التنبيه لهذا المجهول سواء للمشاهد أو الممثل كما في الشكل رقم(2) من جهة اليسار، ويستطيع المشاهد أيضاً أن يربط بين الشكل والحدث في إطار الرمزية لواقع الحدث، وفي المشاهد التي يهدأ في الصراع كانت الإضاءة تنخفض كما في الشكل رقم(2) من جهة اليمين.

 

 

شكل ( 4 )(**) لوحة للفنان السوري غيلان صفدي، والتي تم استخدامها في خلفية المنظر النهائي المقترح من الباحث التي تعبر عن الصراع على مستوي الحدث والشكل في مسرحية المجاذيب.

 

المسقط الافقي للمنظر وتوظيف الفراغ :-

يتسم الفراغ المسرحي في المجاذيب باستخدام المساحة بشكل ديناميكي لتجسيد الصراعات الداخلية والخارجية للشخصيات. حيث يتم تحويل الأماكن اليومية العادية إلى مساحات رمزية تعبر عن الحالة النفسية للشخصية، فمثلاً يمكن أن يُستخدم المنزل كمكان للراحة والأمان وأيضًا كمكان للاحتجاز والقيود، وقد تكون العناصر بسيطة ولكنها محملة بالرموز، مثل الأبواب المغلقة التي ترمز إلى الفرص الضائعة أو القيود الاجتماعية. وكذلك الأبواب المفتوحة التي تعبر عن الضياع وفقد القيم، فالفراغ المكشوف يوضع للمشاهد أن كل شيء أصبح مكشوف للجميع دون ساتر، وهذا تماشياً مع الرؤية الاخراجية للعرض، ويظهر ذلك في الشكل رقم(5) للمنظر والمسقط الافقي له وكيفية تقسيم الفراغ لخشبة المسرح.

 

 

شكل(5) المنظر النهائي والمسقط الافقي له وكيفية تقسيم الفراغ رأسياً وافقياً للعرض المسرحي المجاذيب

التحليل التشكيلي للمنظر والفراغ في ظل المنهج المتبع :-

إن مسرحية المجاذيب تجسد صراعًا نفسيًا واجتماعيًا يعبر عن واقع المجتمعات التي تعاني من الجهل والخرافات. من خلال شخصياتها وأحداثها تسلط الضوء على مخاطر الانقياد الأعمى وكيف يمكن للعقلانية والتفكير النقدي أن يكونا أدوات قوية للتحرر من القيود الفكرية والاجتماعية.

وفي المجاذيب قام الباحث بتصميم الديكور في الشكل رقم(6) لتصوير الواقع الاجتماعي بطريقة رمزية. ففراغ المسرح قد يبدو بسيطاً أو متقشفاً من خلال البيوت والمقاهي التي صممت بفراغات كثيرة وتم تلوينها بألوان تبدو وكأنها بدرجة لون واحد وكأن كل المنازل تعاني نفس المعاناة من الانجذاب نحو المجهول، وكلهم يخلوا من الشخصية التي تختلف من فرد إلى آخر، وبالرغم من ذلك فهو يحمل معاني أعمق تتعلق بالظروف الاجتماعية للشخصيات. هذا الشكل من الديكور يعكس التهميش والفقر الذي يعاني منه الأبطال.

 

وتم الرمز والاشارة باستخدام السور الحديدي الرفيع والصغير لمدخل الفراغ في يمين المنظر بارتفاع أقصر من الارتفاع الطبيعي ولا يتلاءم مع حجم الفراغ لتظهر المفارقة والتناقض ما بين السور وارتفاع هذا الفراغ، ليرمز ذلك إلى عدم الاتفاق والملائمة بين المفردات التي تعبر عن الأشخاص الذين يعملون وراء هذا الباب، فمع قيمة واهمية الباب أو الحاجز إلا ان قصر ارتفاعه أفقده قيمته وأصبح دون جدوى. وانما هو مجرد باب وهمي، وكذلك الساتر الذي يغطي فراغ مقدمة الجانب الايسر من مقدمة المنظر والذي يرمز إلى الساتر الذي يختفي وراه خدام السلطان الوهمي الذي ينجب إلى المجاذيب وان كان هذا يهدف إلى عدم الوضوح والشفافية لهذا السلطان الخفي، وخلف المدخل الأساسي للمنظر والذي تميز بانه ذا عقد مختلف في الشكل والوظيفة فهو الوحيد الذي بلا قيود او حواجز ويخفي خلفه الكثير من الصراع لهؤلاء المجاذيب والمتمثل في اللوحة الخلفية المشار لها في الشكل رقم (4)

 

 

شكل(6) المنظر النهائي وتظهر فيه الفراغات الواسعة لفتحات الأبواب واللون الحيادي للجدران والفتحات .

 

والرمزية والواقعية هما اتجاهان رئيسيان في الفن التشكيلي أو الأدب، ولكل منهما سمات وخصائص مميزة، ولكن هناك بعض النقاط التي يمكن أن تشترك فيها الواقعية والرمزية، وبالرغم من أن الرمزية والواقعية تستخدمان تقنيات وأساليب مختلفة، إلا أن كلاهما يسعى للتعبير عن الأفكار والمشاعر. فالرمزية تهتم بالتعبير عن المعاني العميقة والمجردة من خلال الرموز والصور، بينما الواقعية تسعى لتصوير الواقع بشكل دقيق وموضوعي، إلا أن المنهجين يحاولان الوصول إلى المشاهد من خلال الربط بينهم بيهم في إطار فني منسوج بشكل رائع في توظيف الدلالة الرمزية مع المفردة الواقعية.

" كما ان الرمزية أو فكرة استخدام الرمز تتخذ صورة الحفاظ على المستوي الواقعي مع إعطائه بعدا روحياً أو رمزاً يشكل معني أبعد وأعمق وأكثر دوما للحدث الخارجي، بحيث يصبح الحدث الخارجي العارض الخاضع لنصري الزمان والمكان العارضين رمزا لحقيقة انسانية ثانية لا تخضع لاي متغيرات."([7])

وكلاً من الرمزية والواقعية تهدفان إلى التأثير على المشاهد، ولكن بطرق مختلفة. فالرمزية تسعى لإثارة التأمل والتفكير من خلال الرموز والمعاني الباطنية، بينما الواقعية تسعى لخلق انطباع قوي عن الواقع من خلال تقديم مشاهد حية وواقعية. كما يمكن أن تستخدم كلاً من الرمزية والواقعية مجموعة متنوعة من الأساليب الفنية والتقنيات، مثل استخدام الضوء والظل في بعض الأماكن بالمنظر من الفتحات الواسعة التي تخلو من الساتر او الحاجز او الابواب، وتفاصيل الرسم والطرز المستخدمة ولكن ببساطة، وتقنيات الألوان وتدرج الوانها ما بين الأصفر والألوان الفاتحة التي تخلو من أي تأثير نفسي كي يتم التركيز على المنظر ككل وليس جزء محدد بعينه.

كما يمكن أيضاً استخدام الإضاءة والديكور بشكل دقيق لتقديم صورة واقعية للمكان والزمان الذي تجري فيه الأحداث. وتستخدم الألوان والخامات المستخدمة في الديكور كي تؤثر في تجسيد دور الرمزية في المنظر ككل. والألوان الداكنة أو الخامات الخشنة من تأثير الأحجار قد تعكس بيئة مليئة بالصراع والمعاناة.

 

بشكل عام، بينما تختلف الرمزية والواقعية في الأساليب والأهداف، إلا أن كلاهما يسعى لتحقيق تأثيرات عميقة على المشاهد من خلال التعبير عن أفكار ومشاعر محددة.

 

مراحل التنفيذ :-

  بعد الانتهاء من التصميم المقترح وعمل المسقط الأفقي للمنظر بناء على مقاسات المسرح المكشوف بقاعة منف، حيث أن هذه العرض من انتاج فرقة بيت ثقافة المنيرة الغربية التابع للهيئة العامة للثقافة الجماهيرية، تم وضع الرسوم التنفيذية للمنظر وفقاً لتكوين المنظر ونسبة الارتفاع التي بالتصميم، كما في الشكل رقم (7) .

 

 

 

 

 

 

شكل(7) الرسوم التنفيذية للمنظر النهائي، لمسرحية المجاذيب من تصميم الباحث وإخراج الفنان أشرف عزب، تم تقديم العرض على مسرح قاعة منف المكشوف، القاهرة 2015م

وبعد عمل المقايسة التقديرية للرسوم التنفيذية في ظل ضعف الموارد المالية المقررة لإنتاج العرض تم اختزل بعض الأجزاء من الاكسسوار او مكملات المنظر والتي لا تؤثر علي التكوين العام للمنظر او الاحتياجات الأساسية للرؤية الاخراجية, ولكب بشكل عام إن ضعف الموارد المالية في حين تنفيذ العرض كان عائقاً كبيرا خاصة مع ثبات الموازنة المالية المحددة للعرض وارتفاع أسعار الخامات المحددة للتنفيذ, وقام الباحث مع مساعد مهني متخصص في تنفيذ الديكور ووضع اللمسات النهائية له, من ملامس خشنة باستخدام المعجون البلاستيكي وبعض أجزاء من الاسفنج أو خامة الفوم الأبيض ونحتها علي شكل حجارة, لتعطي الإحساس ان هذه المنازل صنعت قديماً من الأحجار الجيرية ذات الاحجام الكبيرة, وكذلك البارفان الذي وضهت بأعلاه النجمة العربية الثمانية الاضلاع والتي ترمز أيضاً إلي الطابع العربي, والتي تساعد حراس مقام السلطان علي رؤية من خارج مقام السلطان, والمشربية وأجزاء الاكسسوار المتعددة واستخدام بعض الزخارف العربية والإسلامية علي حدود الفتحات لتكمل الشكل العام للمنظر وتساعد علي اكتمال الرؤية العامة للمنظر, وأيضاً تم تغيير اعلي الفتحات من النصف دائرة إلي القمة الهرمية ليتم المزج بين المفردة الواقعية لشكل الاقواس العربية والإسلامية وشكل قمه الهرم المصري صاحب القمة المدببة لإعطاء رمز آخر للهوية المصرية ودلالة حدوث تلك الاحداث بداخل المجتمع المصري, ويعد ذلك مزجاً بين الواقعية والرمزية علي مستوي الشكل والمضمون, كما يظهر ذلك في الشكل رقم (8) من مراحل التنفيذ والتي تظهر مراحل التصنيع والدهان ووضع اللمسات النهائية.

 

شكل(8) مراحل التنفيذ النهائية للمنظر في مسرحية المجاذيب من تصميم الباحث وإخراج الفنان أشرف عزب، تم تقديم العرض على مسرح قاعة منف المكشوف، القاهرة 2015م
شخصيات المسرحية :-

الشخصية

وصف الشخصية

الشخصية

وصف الشخصية

زكية

في العشرينات، شابة جامعية

ابو صباع

في العشرينات رأسمالي انفتاحي ونصاب

عوض

في الخمسينات، والد زكية، ريفي

الدرويش

في الخمسينات، من كبار خدام السلطان

عتريس

في الثلاثينيات، صبي عم عوض

رمزي

في العشرينات مزارع ريفي

سعيد

في العشرينات، خطيب فوزية

فوزية

في الثلاثينيات، تقاوم فكر المجاذيب

سهير

في الثلاثينيات، زوجة ريفية ساذجة

فايز

في الاربعينيات، مزارع

عنبة

في الثلاثينيات، ريفية تريد الزواج

 

 

 

وجميع هذه الشخصيات قام الباحث بعمل التصميمات المناسبة لها واضفاء بعد الرموز الشكلية سواء او اللونية على الملابس لهم كي تتوافق مع المنهج المتبع وكذلك مراعاة ألوان الملابس بحيث تتناغم وألوان الديكور كي تظهر بشكل مناسب، وتم استخدام بعض الاقمشة الغير باهظة الثمن في تلك الملابس طبقا للموازنة العامة للعرض، مثل القماش الدمور وتيل الملايات والجبردين والستان وتم استخدام بعض أجزاء من الخيش على اقمشة المجاذيب والدرويش. وفي الاشكال التالية يظهر الملابس قبل وبعد التنفيذ.

 

  • شخصية زكية:- شكل رقم (9)

تم تصميم الزي بشكل يبدو عصرياً ومع الحفاظ على القيم العربية بحيث تتناسب مع شخصية الفتاه الجامعية التي تتسم بالحيوية والانطلاق، وتم استخدام الألوان المتدرجة من الأزرق والبنفسجي الفاتح ليدل ذلك على هدوء تلك الشخصية مع الروح المتفائلة، وتم التنفيذ من القماش الستان المنقوش والسادة.

 

شكل (9) تصميم وتنفيذ زي شخصية زكية، من تصميم الباحث وأشرف على تنفيذه

 

  • شخصية أبو صباع:- شكل رقم (10)

تم تصميم زي شخصية أبو صباع مرتديا بدلة باهظة الثمن لتعبر عن حالته المادية التي وصل إليها في ظل الانفتاح والنصب على الناس، وتم التنفيذ من قماش الستان اللامع واضافة شنطة لوضع أمواله بالعملة الاجنبية التي كان يظهرها للناس ليعرفهم المستوي الذي وصل عليه.

 

 

 

شكل (10) تصميم وتنفيذ زي شخصية أبو صباع، من تصميم الباحث وأشرف على تنفيذه

 

  • شخصية عوض :- شكل رقم (11)

تم تصميم زي عوض مرتديا جلباب وطاقية وشال لأنه من أصول ريفية وأصبح من مريدين السلطان وكان يجمع النذور وينتفع منها ولذلك تم تصميم الزي من قمش الستان اللامع وكذلك الشال وتم اضافه العجاز له دليل تقدم السن .

 

 

 

شكل (11) تصميم وتنفيذ زي شخصية عوض، من تصميم الباحث وأشرف على تنفيذه.

 

  • شخصية الدرويش :- شكل رقم (12)

تم تصميم زي شخصية الدرويش متأثراً بأزياء الدراويش في مصر وخارجها من أزياء المولوية الصوفية سواء في مصر او سوريا او لبنان، فهم لهم طقوس أيضاً في الذكر والإنشاد الديني وأضيف له اللون الأخضر الذي يعطي إيحاء بالروحانيات الدينية، وفي التنفيذ تم إضافة سبحة خشبية ونظارة شمسية كأنه كفيف وتم تنفيذ الزي من قماش الجبردين.

 

 

 

شكل (12) تصميم وتنفيذ زي شخصية الدرويش، من تصميم الباحث وأشرف على تنفيذه

 

  • شخصية عتريس :- شكل رقم (13)

تم تصميم زي شخصية عتريس، وهو صبي يعمل عند عوض وفقير جدا، وتم جذبه من الدرويش لتابعي السلطان، واصبح زاهد في كل شيء حتي مظهره أصبح لا يبالي به, وتم وضع قطع من القماش المختلف اللون علي الأجزاء المقطوعة من سرواله أو قميصه وتم التنفيذ من القماش الدمور والجبردين

                                  

 

 

كل (13) تصميم وتنفيذ زي شخصية عتريس، من تصميم الباحث وأشرف على تنفيذه.

 

  • شخصية رمزي :- شكل رقم (14)

تم تصميم زي شخصية رمزي بجلباب وسروال مختلفين الألوان، وهو أحد الفلاحين القادمين من الريف ليكونوا من أتباع ومريدين السلطان، وتم جذبه وأصبح من التابعين للدرويش ورجاله، وأصبح زاهدا ً في مظهره وحتى ألوان ملابسه أصبحت غير متناسقة مع بعضها البعض، وتم تنفيذ الجلباب من قماش الدمور والسروال من الجبردين.

 

 

 

شكل (14) تصميم وتنفيذ زي شخصية رمزي، من تصميم الباحث وأشرف على تنفيذه

 

  • شخصية سعيد :- شكل رقم (15)

تم تصميم زي شخصية رمزي بجلباب وسروال مختلفين الألوان، وهو شاب في مقتبل العمر وانضم إلى المجاذيب، وأصبح زاهدا ًفي مظهره، وتم التشابه مع زي رمزي مع اختلاف الألوان حتى يتم الربط والتشابه بين ملابس المجاذيب وتم تنفيذ الجلباب من قماش تيل الملايات الملون والسروال من الجبردين.

 

 

 

 

 

 

 

شكل (15) تصميم وتنفيذ زي شخصية سعيد، من تصميم الباحث وأشرف على تنفيذه

 

 

  • شخصية فوزية :- شكل رقم (16)

تم تصميم الزي بحيث يبرز قوة الشخصية من حيث الألوان المشعة، حيث اللون الأصفر الذي يميل الي البرتقالي، فهي شخصية قوية رافضة لفكرة الانجذاب، والزي له ملامح مصرية ذو جذور عربية محاط بسوار من اللون الأزرق الفاتح ليؤكد على قوة الشخصية، وتم تنفيذ الزي من قماش الجبردين والاطار الأزرق شريط مطرز

 

 

 

 

شكل (16) تصميم وتنفيذ زي شخصية فوزية، من تصميم الباحث وأشرف على تنفيذه

 

  • شخصية سهير :- شكل رقم (17)

تم تصميم زي شخصية سهير بحيث يعكس ملامح السيدة الريفية التي قدمت إلي القاهرة لزيارة الاضرحة متمنية من الله الاستجابة لدعائها، وهي فطرية جدا لدرجة السذاجة، لذا تم تصميم الزي باللون الأخضر الفاتح ليرمز إلي فطرية تلك الشخصية وإضافة الاكسسوار من الشال والحلي وغطاء الرأس المزركش بالورود، وتم تنفيذ الزي من الجبردين

 

 

 

 

شكل (17) تصميم وتنفيذ زي شخصية سهير، من تصميم الباحث وأشرف على تنفيذه

 

  • شخصية فايز :- شكل رقم (18)

تم تصميم زي شخصية رمزي الفلاح بجلباب أزرق فاتح اللون ومن تحته بنطلون ضيق(كلسون)، وتم اضافة شال وطاقيه فلاحي ذو قمة عالية لإعطائه سمه الريفية في المظهر. وشخصيته تتسم بالفطرية، وهو شاب في مقتبل العمر وانضم إلى المجاذيب، وتم تنفيذ الجلباب من قماش تيل الملايات الملون.

 

 

 

 

شكل (18) تصميم وتنفيذ زي شخصية فايز، من تصميم الباحث وأشرف على تنفيذه

 

  • شخصية عنبة :- شكل رقم (19)

تتسم شخصية عنبه بالفطرية والطيبة، فهي مسالمة جدا، وتريد الزواج من أحد المجاذيب، فتم تصميم زي يقترب إلي الجلباب البنفسجي الفاتح والشال والطاقية بلون أخضر، والذي يرمز الي الصوفية والانجذاب، وتم التنفيذ علي ممثلة اعتذرت يوم العرض، وتم استبدالها بممثلة اخري ولم تكن الملابس بنفس تلك الممثلة، فتم شراء جلباب ابيض واضافة الشال الأخضر لتقترب من نفس الشكل العام للشخصية.

 

 

 

 

 

 

 

شكل (19) تصميم وتنفيذ زي شخصية عنبه، من تصميم الباحث وأشرف على تنفيذه

تصميم البانفليت والاعلان للمسرحية :-

تم تصميم غلاف  البانفليت بحيث يعكس الروح الشرقية والطابع العربي المصري من خلال استخدام صورة لزاوية من شارع المعز لدين الله الفاطمي بالقاهرة القديمة, والذي يتمتع بطافه فريد من الطراز الإسلامي ممتزجاً مع الطابع الشعبي المصري, وإضافة مجموعه من صور أحد الموالد الشعبية بما فيها من حلقات الذكر والتصوف والذي يمهد للمشاهد بفكرة المجاذيب مع إضافة صورة لراقص التنورة والذي يكون مصاحباً لتلك الاحتفالات كمظهر من مظاهر تلك الاحتفالات,  وكذلك الإعلان الكبير تم وضع صورة في المنتصف بها مجموعه من الأشخاص في أحد  الاحتفالات الشعبية والصوفية وتم تغيير الصورة باستخدام احدى برامج الجرافيك كي لا تظهر الملامح بشكل واضح وتغيير درجة اللون الي اللون البني الفاتح حتي يتناسق مع الأزرق السماوي الذي يشكل الجزء الأكبر من الإعلان , وتك وضع الأسماء حول صورة الأشخاص في المنتصف علي شكل بيضاوي عريض ليوحي بانهم يطوفون في حلقة الذكر والانجذاب وهو الطابع العام لعرض المجاذيب وفكرة الانجذاب.

 

وتم إضافة شريط ملون من الزخارف الملونة التي تتزين بها الشوارع المصرية في شهر رمضان دليلا على الاحتفال بقدومه وهي تعتبر من الرموز المصرية للاحتفالات الشعبية في العديد من الاحتفالات الشعبية حتي الان. كما في شكل رقم (20) 

 

وتم طباعة البانفليت بمقاس29سم x 21سم.

 والاعلان الكبير بمقاس 4متر x 2.2متر ..وتم تعليقه على باب المسرح.

 

 

 

 

شكل (20) تصميم البانفليت والاعلان لمسرحية المجاذيب مسرحية المجاذيب من تصميم الباحث وإخراج الفنان أشرف عزب، تم تقديم العرض على مسرح قاعة منف المكشوف، القاهرة 2015م

 صور من العرض المسرحي المجاذيب :-

 

شكل( 21) مجموعة صور من العرض المسرحي المجاذيب

من تصميم الباحث وإخراج الفنان أشرف عزب، تم تقديمه على مسرح قاعة منف المكشوف، القاهرة 2015م.

 

 

صور من المعرض :-

تم عمل معرض فني لتصميم الديكور والملابس وكذلك صور من العرض المسرحي المجاذيب بقاعة نون الكبرى للفنون التشكيلية بجامعه حلوان في شهر أغسطس عام 2023م، وقد حضره العديد من أساتذة التخصص بقسم علوم المسرح والسادة وكلاء كلية الآداب وعميد كلية الآداب والطلاب وقد افتتح المعرض السيد الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة، وأقيم المعرض لمدة أسبوع واحتوي على أكثر من 22 لوحة تضم المراحل الاولي والنهائية للعرض المسرحي .كما في الشكل رقم (22)

 

 

 

 

شكل( 22) مجموعة صور من المعرض الفتي الذي أقيم في قاعة نون للفنون التشكيلة بجامعة حلوان أغسطس 2023م للعرض المسرحي المجاذيب تصميم الديكور والازياء للباحث.

 

 

 

النتائج والتوصيات :-

تعتبر الواقعية الرمزية آداه ومنهجاً قوياً في يد كلاً من المؤلف المسرحي محمد عناني والمخرج أشرف عزب، حيث أنها مكنتهم من تقديم عرض مسرحي يجمع بين مفردات الواقع ودلالات رمزية للمعاني والمواقف لخلق تجربة غنية ومعقدة. ويسهم استخدام هذا الأسلوب أو المنهج في عرض المجاذيب في إبراز الصراعات النفسية والاجتماعية للشخصيات، مما يعزز من تأثير المسرحية على الجمهور.

 

  • ان استخدام أكثر من منهج واتجاه سواء في التصميم او الإخراج يعد مزجاً جيداً وهاماً للإستفادة من صفات ومميزات وأسلوب كل منهج منهما، وذلك المزج ليس بين المنهج الواقعي والرمزي كما في هذا البحث فحسب، بل يعد المزج بين مناهج أخري مختلفة مبدعاً وهاما جداً طالما ان المزج سوف يتم بأسلوب علمي فني محافظاً على مزايا كل منهج أو اتجاه دون الاخلال بصفات كل منهج.

 

  • ان المنهجين الواقعي والرمزي كان لهما تأثير كبير علي الباحث في تصميم المنظر والازياء في عرض المجاذيب فالمفردات الواقعية المبسطة في شكل المنازل من حيث الشكل الواقعي للجدران والفتحات والتأثيرات والملامس كان لها تأثير كبير على الجمهور عند مزجها بالدلالات الرمزية لشكل العقود الإسلامية الطراز المهرمة والتي حافظت على شكل الطراز الإسلامي مع مزجه بالطابع والهوية المصرية من خلال تلك القمة الهرمية. وكذلك الحال في كثير من مفردات العرض والملابس أيضاً من حيث اللون أو الخامة أو حتى الاكسسوار.
  • ان صياغة الفراغ المسرحي في المسرحيات التي تحمل أكثر من منهج مسرحي سواء في التصميم او الإخراج يحتاج إلى الدقة وعدم المبالغة في استخدام كافة مفردات المنهج المتبع أو المزج بين المنهجين بكامل المفردات، بل يجب أن تترك مسافة للجمهور حتي يصل إلي ترجمه الرموز والدلالات بشكل منفرد دون المباشرة في المعاني لمزيد من الابداع ورفع المستوي الثقافي والإبداعي في العرض والتلقي.

 

وبشكل عام ان تجربة تقديم عرض المجاذيب باستخدام أسلوب الواقعية الرمزية قد أتاح للباحث التعرف على قدرات التأثير المشترك بين المنهجين على الجمهور من خلال مفردات كل منهج ومدي تأثيره على الشكل دون الإخلال بالمضمون. ومدي التأثير غير المباشر من خلال استخدام هذا المزج علي تصميم المنظر والازياء، وبالتالي فهي متعة كبيرة وطاقة متجددة للإبداع في المزج بين المناهج وغيرها للوصول إلي آفاق رحبة ومبدعة في التصميم.

 

 

 

 

 

(* ) الدكتور/محمد عناني (1939-2023) مترجم وأديب وكاتب مسرحي وناقد وأكاديمي مصري، كان أستاذاً بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة، ويُلقّب بــعميد المترجمين، وُلد في رشيد بمحافظة البحيرة له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها فن الترجمة، والترجمة الأدبية بين النظرية والتطبيق، والعديد من المسرحيات والروايات الأدبية.            

 https://books-library.net/a-3020-download

([1]) https://www.idsc.gov.eg/Article/details/9291

([2]) ماهية الأدب ومهامه في النقد الأدبي الحديث، محمد حامد الحضيري، مطابع غزلان، القاهرة، 1992م , ص52

([3]) الادب وفنونه،د. محمد مندور، نهضة مصر, الطبعة الاولي,  2000, ص 39

([4]) الرمزية في الادب العربي، د, درويش الجندي, نهضة مصر للطباعة والنشر, 1958م. ص 70

([5] ) قارن، المذاهب الادبية لدى الغرب، عبد الرزاق الأصفر. منشورات احاد الكتاب العرب،, 1999م، صفحة 138

([6]) قارن، مدونات في الفن والتصميم، راقي نجم الدين،دار نشر مجدلاوي, المملكة الأردنية, 1996م, صفحة 91.

(* ) موسوعة العامرة الإسلامية، د. عبد الرحمن غالب، دار جروس للطبع والنشر، بيروت, 1988م , ص 271

(* ) غيلان صفدي Ghylan Safadi من مواليد مدينة السويداء بالجمهورية السورية عام 1977م، حائز على إجازة في الفنون الجميلة قسم التصوير من جامعة دمشق عام 2000. له العديد من المشاركات في المعارض الجماعية إضافة إلى معارضه الفردية .

(**) Gylan Safadi_2.jpg (600×546) (maaber.org)

([7]) المدارس المسرحية، د. نهاد صليحه، مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1994م، ص 31

  1.  

    المراجع :-

    • المراجع العربية

     

    1. ماهية الأدب ومهامه في النقد الأدبي الحديث، محمد حامد الحضيري، مطابع غزلان، القاهرة، 1992م
    2. الادب وفنونه د. محمد مندور، نهضة مصر، الطبعة الاولي، 2000م
    3. الرمزية في الادب العربي، د, درويش الجندي, نهضة مصر للطباعة والنشر, 1958م.
    4. المذاهب الادبية لدى الغرب، عبد الرزاق الأصفر. منشورات احاد الكتاب العرب،, 1999م
    5. مدونات في الفن والتصميم، راقي نجم الدين,دار نشر مجدلاوي, المملكة الأردنية, 1996م
    6. موسوعة العامرة الإسلامية، د. عبد الرحمن غالب، دار جروس للطبع والنشر، بيروت, 1988م
    7. المدارس المسرحية، د. نهاد صليحه، مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1994م

     

    • شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت)

     

    1. Gylan Safadi_2.jpg (600×546) (maaber.org)
    2. https://books-library.net/a-3020-download
    3. https://www.idsc.gov.eg/Article/details/9291