Document Type : Original papers
Author
theatre department, faculty of arts. Helwan university, Cairo,egypt
Abstract
Keywords
Main Subjects
Abstract: The use of modern technology has become an essential part of contemporary theater performances, as it contributes to opening new horizons for creativity and helping theater compete with other artistic mediums such as television and cinema. But it is necessary to use technology in a way that serves the director's vision without negatively controlling the artistic work, while preserving the privacy of the theater as a means of direct communication between the actor and the audience. To achieve this, all team members, especially the director and scenographer, must collaborate to ensure that technology is an effective tool that adds literary and dramatic value to the theatrical performance. If technology does not add anything new, it must be replaced by other theatrical elements that achieve the same goal.
الكلمات المفتاحية:-
التقنيات الرقمية في المسرح- مسرح القرن العشرين-المفهوم الحديث للصورة المرئية
مقدمه البحث
إن التقنية اليوم أصبحت تلعب دورا كبيرا في حياتنا اليومية، وأصبحت في كل مجالات الحياة من هواتف محمولة وأجهزة تلفزيون وسينما، ومسرح.
إلا أن المسرح لم ينل من القدر الكبير الذي نالت منه باقي فروع هذه الفروع. فالمسرح فنا جماهيريا يعتمد على التواصل مع الأخر، وبالتالي فالتكنولوجيا أو التقنية قد تضر في حالة استخدامها الخاطئ بالعرض المسرحي ككل، حين تصبح التقنية هي المتحدثة والمسيطرة على العرض، وليست الكلمة أو التعبير الحسي أو الإيماءة.
ولكن في ظل هذه التعقيدات التي يخاف منها العديد من لا يعلموا شيء عن التقنية الحديثة، ظهر جيل من فنانين المسرح يهتم بالتقنية الحديثة وله باع كبير في دراسة تاريخها وكيفية الاستفادة منها، بكافة صورها الحديثة، وتمكن هؤلاء الفنانين على اختلاف تخصصاتهم من العمل على توظيف هذه التقنيات لجعل الصورة المرئية الكلية للمسرح تنعم بلمسات التقنية المعاصرة في عصر التقنية الرقمية.
كما أن هؤلاء الفنانين قد استفادوا من علماء التقنيات الحديثة بل وشاركوهم في جعل هذه التقنيات تفيد المسرح وليس العكس. وهم بذلك يمزجون الفن بالعلم وصولا إلى القيم الجمالية والتشكيلية والإبداعية للصورة المرئية الكلية للعرض المسرحي.
مشكلة البحث
والبحث يحاول طرح تساؤل، وهو إلى أي مدي استفاد المسرح والصورة المرئية للعرض من التقنيات الرقمية في العصر الحديث والمعاصر؟
وهل أصبحت الصورة المرئية في ظل التقنية الرقمية أكثر نبضاً وحيوية، أم أنها أصبحت أكثر ضعفاً من قبل استخدام التقنية المعاصرة.
المنهج المتبع في البحث
يتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي في بعض النماذج من الاشكال والرسومات التي يسترشد بها، والمنهج السيميولوجي في اظهار الدلائل التي تعتمد على التقنية والمنهج المقارن فيما قبل استخدام التقنية الرقمية في الصورة المرئية.
مسرح القرن العشرين
(المناهج الجديدة وعصر التكنولوجيا)
كانت نتيجة أبحاث علوم المسرح في القرن العشرين، وإسهامات المصلحين من المفكرين في المسرح الحديث. ظهور أنواع عديدة من خشبات المسرح المتعددة الأشكال، والمختلفة في أشكالها وأحجامها، وطريقة إعدادها- من حيث أماكن الممثلين والمشاهدين- ومعظم هذه المحاولات في الخمسينيات الأولى من القرن العشرين؛ كانت مناهضة للأشكال التقليدية في بناء وتصميم خشبات المسرح سواء داخلياً أو خارجياً.
فمنذ عصر النهضة والمسرح يسير على نهج ونمط واحد، وبالأحرى؛ في القرون الثلاثة التي سبقت القرن العشرين. فالنموذج الإيطالي لم يعد مواكبا لسمات الدراما الحديثة، التي تعتمد في شكلها وملامحها على دمج وإشراك المتفرج في الحدث المسرحي. ومن ثم أصبحت خشبة المسرح الإيطالي الكلاسيكي غير صالحة لهذه النوعيات من العروض. فالفصل الواضح بين منطقة التمثيل -خشبة المسرح - ومنطقة الجمهور – الصالة-, قد لا يتيح إتمام عملية التواصل.
وكانت هذه المحاولات ذات مغزى مسرحي هام. فطرحت مسابقات عدة في معظم دول العالم المتحضر، لتصميم خشبات مسرحية، أو نماذج مسرحية بأكملها، هدفها الأساسي إيجاد العلاقة التبادلية المثلي بين الممثل والمشاهد، وإزالة العوائق التي تحول دون تحقيق التواصل بينهما، مع الأخذ بكل الاتجاهات الحديثة للتقنية- التي أصبحت سمة العصر-, سواء أكانت ميكانيكية أو كهربائية، وملائمة ذلك للمسرح الجديد. مع الاهتمام بإيجاد كافة الخدمات الكاملة لكل من المشاهد والممثل. فلكل منهما متطلبات هامة لإنجاح فكرة تواصله مع الآخر، فهما يمثلان شطري الحالة المسرحية- الإرسال والتلقي.
هذه المشروعات ساهمت بشكل واضح وفعال في إيجاد علاقات مكانية جديدة في عالم المسرح. وظهرت نتائج تلك الإسهامات في ظهور العديد من المشروعات المسرحية الكبري التي تعتمد علي دمج التكنولوچيا بكافة أشكالها في العملية المسرحية ككل.. بداية من التجهيزات الفنية للمسرح والمنظر والإضاءة، وكل ما يتعلق بفنون الصورة المرئية للعرض المسرحي.
وهذه الأشكال الجديدة تمثل في شكلها ومضمونها علاقة جادة ومؤثرة وفعالة بين الممثل والمشاهد، بالإضافة لاستخدام التقنيات التكنولوچية الحديثة بشكل واضح لإثبات العلاقة المادية بين المؤدى والمتلقي.
" فلقد لجأ ( إيروين بسكاتور* Erwin Piscator) (1893 – 1966) إلى المنهج التركيبي في العـرض المسرحي، فوظف السينما والشرائح المصورة، وكافة الابتكارات الميكانيكية التي أتاحتها الاكتشافات الحديثة - وهو منهج يضيق المساحة بين المسرح والسينما - ولجأ في كثير من الأحيان إلي استعمال التركيبات المعقدة بالحديد، بل كثيرا ما لجأ إلي المنظر ذي الطوابق المتعددة(...), وبذلك استطاع أن يوظف كل أبعاد الفراغ المسرحي أفقيا ورأسيا." ([1])
وأصبح الرمز هو طريقة معالجة الصورة المرئية للعروض المسرحية لكلاً من بيسكاتور و(برتولد بريخت** Bertolt Brecht) (1898– 1956)، والتركيز علي الهدف من العرض، وجعل المشاهد ينفصل عما هو حوله من جمهور وتصفيق ويصبح ذا رأي ونقد أحياناً، وسعي إلي ذلك بريخت وسميت تلك بنظرية الاغتراب Alienation, " وهي ظاهرة شطر العرض المسرحي بالتعبير الحركي وهو أساس تأثير الاغتراب. عن طريق جعل الطبقة التي ينتمي إليها الفرد مرئية. والنقد من وراء الموضوع الساذج. والتعليق من وراء التوكيد. وموقف الإشارة وراء المشار إليه واضح. بذلك يقع التعبير الحركي في لب تأثير الاغتراب، حيث يكون الشيء مدركاً وفاتراً وتزامنياً، حيث تدعونا الإيماءات إلى الرجوع للنص الذي يتعارض معه." ([2])
ومع هذا الارتفاع العام في مستوى النهوض بالمسرح، كان التركيز على المزيد من وسائل الاتصال المسرحي، ووضع حدود للتطويرات التقنية والتكنولوجية. فبزيادة استخدام التكنولوچيا والتقنية قد يحدث تعقيد وارتباك في مستويات إدراك المشاهد، وخوفاً من المبالغة المفرطة في استخدام تكنولوچيا الآلات المعقدة، التي قد تتسبب في عدم تلقى المشاهد للعرض. ومن ثم فإن هناك اتجاه حديث يقوم على الرجوع إلى المسرح البسيط الذي يبعد عن الكلفة الزائدة في استخدام تقنيات العصر الحديث." ([3])
ذلك التخوف ظل فترة طويلة يشغل فكر المهتمين بالعملية المسرحية، إلي أن تم توظيف تلك التقنيات أياً كان شكلها بعقل واعي وتنسيق مدروس في كل أجزاء العرض المسرحي. ولا يكون الاعتماد على التقنية قبل توظيف التقنية.
وكانت هذه السمة من أهم السمات التي طرأت على المسرح الحديث إبان الحرب العالمية الثانية. وأتت ثمارها بتطور هائل في البنية المعمارية المسرحية وتقنياتها الحديثة، فنشأت علاقة مادية جديدة على معمار المسرح الحديث، في استخدام تقنية الميكنة الحديثة في رفع وخفض المناظر المسرحية، أو الخشبة. وبالتالي فإن أحلام المخرجين لاقت حيزاً جديداً من آفاق التنفيذ، بعد استخدام المسرح للتقنيات التكنولوچية الحديثة.
كما أن مصمم المناظر استطاع من خلال التقنيات الحديثة والميكنة، أن يمارس كل طاقاته بالإبداع الفني والمهارى، من خلال استخدامه الواعي لخشبة المسرح الحديثة - التي تعمل على إقامة علاقة تفاعلية بين منطقتي الإرسال والتلقي، أو بين الممثل والجمهور. مهما اختلف شكل وتصميم خشبة المسرح. ومن خلال البحث في أكثر النماذج المعمارية شيوعا في المسرح، يعد المسرح الايطالي او البروسينيوم هو أكثر هذه النماذج شيوعا في تقديم العروض المسرحية التي استخدمت التقنية. فهو يقدم في كثير من عروضه العديد من الأساليب التي تستخدم التكنولوجيا أو الوسائط المتعددة...كما انه يقدم حلولا كثيرة للتغلب على الفراغ الصندوقي الذي يتمتع بع من خلال توظيف تقنيات الإضاءة أو التكنولوجية الحديثة.. ليفتح أفاق جديدة لتغيير مفهوم مسرح العلبة.
محاولات الخروج من المعالجات التقليدية للمناظر
إن بعض المذاهب الحديثة حاولت الخروج على استخدام المناظر التقليدية المغلقة واستخدمت عناصر مبتكرة على فن معالجة المناظر. مثل التعامل مع المنظر المسرحي بأسلوب الإسقاطات الضوئية الأمامية، مثال ذلك الشكل (1). والذي يظهر فيه اعتماد المصمم علي خلفية من القماش الأبيض المسقط عليه صورة فوتوغرافية تعتبر خلفية للمنظر...واعد للممثل في صدر المسرح، إضاءة تتوافق مع تلك الخلفية والتي تبرز الممثل.
شكل (1)* استخدام الخلفية المفرغة للإسقاطات الضوئية التي تعطي إحساسا بالعمق .
وتجدر الإشارة أيضاً إلى عمل متميز من أعمال برتولد بريخت في مسرحية المرأة الطيبة من سيتسوان. ففي الشكل (2) تمزج التقنية المستخدمة في رفع مجموعة من الممثلين يسار المشهد وهم في ملابس شخصيات خيالية يطلون على المرأة الطيبة يسار أسفل المنظر، والإضاءة هي أداة توجيه الأفكار في مثل هذه المشاهد إلى مناطق الحدث المسرحي. وتعد التقنيات الخاصة بالرفع أو الهبوط في المسرح من سمات المسرح الجديد في القرن العشرين.
شكل (2)*
عمل متميز من أعمال بريخت في مسرحية المرأة الطيبة من سيتسوان. تمزج فيه التقنية المستخدمة في رفع مجموعة من الممثلين يسار المشهد بتحديد الضوء على منطق تحدد زاوية الرؤية
ومثال آخر على براعة استخدام الإضاءة. ففي شكل (3) حيث يتم إسقاط إضاءة من أمام وخلف المنظر لتعطى إحساساً بالعمق في تحقيق الصورة الناتجة للعرض المسرحي، ومدى اهتمام مصمم الإضاءة بكل تفاصيل العناصر التي يستخدمها في المسرح الحديث.
|
الصورة المرئية والوسائط المتعددة
يعد فن التعامل مع الوسائط المتعددة من أحدث المعالجات المسرحية في القرن العشرين، وذلك الفن ظهر وفقاً للتطور التقني الناتج عن اكتشاف التيار الكهربي. ومنذ ذلك الحين والتطورات العلمية والتكنولوجية تعتمد في التطور التقني علي الكهرباء. والمقصود بالوسائط المتعددةMulti Media هو فن التعامل البصري والسمعي بمفردات تقنية جديدة. فاستخدام الشاشات السينمائية وشاشات الإسقاط الضوئي والمزج بين هذه المفردات والتمثيل أضاف بعداً جديداً ولآفاق رحبة على الصورة المرئية في مسرح القرن العشرين.
ومن أهم من تعاملوا مع الصورة المسرحية بهذه الطريقة هو السينوجرافي التشيكي جوزيف سڤوبودا Josef Svoboda* (1920-2002). واعتمد سڤوبودا في معظم أعماله على فكرة تحديث ديناميكية خشبة المسرح وإيجاد السبل في تقديم فنا بصري جديد علي خشبة المسرح. يتكون هذا الفن البصري من المزج الحي بين العناصر السينمائية والعدسات الكبيرة والشاشات الضوئية مثلما حدث في المشاريع التي قدمت بريادته في بوسطن poston, وتعتمد هذه المشاريع علي استخدام شاشات سينمائية ولوحات بيضاء وشفافة، وهذه المفردات وضعت علي خشبة المسرح بشكل منفصل ويتم التحكم فيها عن بعد عن طريق غرفة التحكم والتي أصبحت تشبه الاستديو. ومن ثم أصبحت خشبة المسرح أشبه باللوحات السينمائية. وعن ذلك يقول سڤوبودا: - " أصبحت خشبة المسرح مرتبطة بالاستديو أو غرفة التحكم وأصبح الممثل يستطيع متابعة العرض المسرحي من خلال شاشات تلفزيونية داخل غرفة التحكم. ومن هنا يحدث التواصل بين مفردات العرض المسرحي الواحد."([4])
ويقدم سڤوبودا في أوبرا Dei Gotterdammerung لڤاجنر في لندن، حيث وضع علي خشبة المسرح مجموعة من العدسات المكبرة عن الحجم الطبيعي للنموذج الأصلي للإنسان وتمر الشخصيات من خلال هذه العدسات فتصبح أكبر من المعدل الطبيعي لحجمها الأصلي ومن هنا تتفاوت أحجام وأقطار العدسات وبالتالي تحدث علاقات جديدة لشكل وحجم الممثل مع باقي مفردات المنظر، ويتمكن هنا سڤوبودا من التحكم في الإضاءة المسرحية والتي تساعد علي إظهار الممثل وإخفاؤه من وإلي خشبة المسرح. وهذا العرض قد أظهر قدرة الوسائط المتعددة على التعبير عن روح العصر الجديد وتقنياته ومحاولة الخروج عن الأشكال التقليدية لفن التعامل مع خشبة المسرح. ([5]) ويقدم شكل (4) صورة للعرض المسرحي الذي قام بوضع السينوجرافيا له في لندن.
شكل (4)*
قام جوزيف سڤوبودا في أوبرا Dei Gotterdammerung لفاجنر في لندن 1976م. بوضع مجموعة من العدسات علي خشبة المسرح، والمكبرة عن الحجم الطبيعي للنموذج الأصلي للإنسان، وتمر الشخصيات من خلال هذه العدسات فتصبح أكبر من المعدل الطبيعي لحجمها الأصلي
استخدم سفوبودا أيضا الظلال والشاشات التي تعمل على تضخيم الإشكال والأحجام ليقدم نمطا جديدا علي غير المعتاد في تقديم الصورة المرئية للعرض المسرحي. ليخلق عالما جديدا بين الكتل البشرية والظلال الضخمة وبالتالي مزيد من المتع البصرية. ونموذجا لذلك شكل (5) في عرض Lanterna Magika في براغ عام 1961
شكل (5)(**)
نموذجان لاستخدام الوسائط المتعددة في خلق ظلال بحجم مبالغ فيه مع الكتل البشرية لخلق صورة مرئية جديد بكل المقاييس في عرض Lanterna Magika في براغ عام 1961 من تصميم جوزيف سڤوبودا.
إن استخدام العدسات والمرايا والإسقاطات الضوئية المختلفة الشكل علي حوائط الاستقبال لم يكن قد استخدم من قبل في المسرح، وقد تم انتشار ذلك الوسيط مع تقدم التقنيات التكنولوجيا الحديثة وخاصة في مجال الإضاءة والكمبيوتر، وأيضا في مجال تطوير خشبة المسرح. وأصبح المزج بين روافد العلوم الحديثة وعلوم المسرح من أهم أشكال التعاون بين المسرح والعلوم الأخرى.
المسرح المعاصر في عصر التقنيات الرقمية
وفي ظل التطور التقني الهائل منذ تسعينيات القرن الماضي والعالم يشهد تحولات تقنية متسارعة يوما تلو الأخر، وانتشرت الفضائيات وأفلام الوسائط المتعددة والجرافيك، والسؤال هنا أين المسرح في ظل انصراف الجمهور إلى هذه الفنون الأخرى في عصر التقنية الرقمية؟
كان لازماً للتطور التقني الهائل الذي ساعد العالم أن يلحق بالمسرح، وأصبح المسرح في عصر التقنية الرقمية مزجا بين عالم حقيقي وعالم افتراضي باستخدام التكنولوجيا، وتم استخدام الشاشات التي تستخدم الكمبيوتر في عرض محتويات العرض من صور ولقطات حية.. وتم استخدام الإضاءة الذكية التي يتم التحكم فيها بواسطة الكمبيوتر ويتم تغير ألوانها وأشكالها عن طريق التحكم بالكمبيوتر.
1: -خشبة المسرح
" وتعد منطقة المنصة –خشبة المسرح- من المناطق التي استخدمت التقنية في تطوير المهمات المادية والتجهيزات التي تتعلق بالمكان والجانب الصناعي وآليات المنصة. ووسائط تتعلق بتقنية تنفيذ المنظر المسرحي أي الديكور والإضاءة وجميع العناصر التشكيلية المكونة للفضاء المسرحي." ([6])
ولقد مرت خشبة المسرح بعدة تطورات كي تواكب التطور التقني الذي يسود العالم، وصولا إلي خشبة المسرح المرنة أو القابلة للتغير والتحريك، وتتعدد الأمثلة في هذا النطاق، وعلى سبيل المثال لا الحصر خشبة مسرح الشاوبونة ببرلين Schaubühne theatre (الذي أتم بنائه في عام 1981 المعماري يوجين سوافادا Soavada Yojeen ), وفكرة إقامته تكمن في استخدام التقنيات الهيدروليكية في ارتفاع أو انخفاض خشبة المسرح والصالة. ويظهر في الشكل رقم (6) الذي يوضح المسقط الأفقي للمسرح في الدور الأرضي للمبنى وفيه تظهر مساحات المستويات التي ترتفع وتنخفض والتي من خلالها يستطيع المخرج تعديل شكل الفضاء المسرحي. كما يبين المساقط الأفقية التي من الممكن أن يعتمد المسرح عليها في تغير شكل الفضاء المسرحي ما بين الممثلين والجمهور. ويشرح كيفية ارتفاع هذه المستويات من خلال المشهد المنظوري لخشبة المسرح.
شكل (6)*
- مسرح الشاوبونة ببرلين، الذي أتم بنائه
المعماري يوجين سوافادا Soavada Yojeen عام 1981,
ويحتوي على أكثر من استخدام لخشبة مسرحه كما هو موضح بالمسقط الافقي اعلي الشكل. وأسفل الشكل جزء من خشبة المسرح أثناء هبوط او ارتفاع اجزاء الخشبة
وفى الشكل رقم (7) تظهر الخشبة الخاصة وانخفاضها بالمسرح ككل في شكل قطاع رأسي جانبي وتظهر الأجزاء الميكانيكية اللازمة لرفع تشكيل المستويات التي تغير من شكل الفضاء.
شكل (7)**
القطاع الجانبي لمسرح الشاوبونة، وتظهر المصاعد اللازمة لرفع مستويات الخشبة والصالة- التي تغير من شكل الفضاء.
" وقد شهد مسرح البولشوي الروسي بموسكو – من اهم النماذج المسرحية في العالم الذي يقد فني الباليه والاوبرا- تطويرات عدة علي جميع المستويات يعد أخر واهم هذه التطويرات هي التي حدث في عام 2005 ,فلقد تم اغلاق المسرح في هذا التاريخ للخضوع لعملية صيانة وترميم وتم اعادة افتتاحة للجمهور في أكتوبر 2011م. وقد بلغت كلفة عملية التجديد الشاملة من الداخل والخارج نحو 700 مليون دولار أمريكي. وقد تم تطوير خشبة المسرح والنظام الصوتي والهيدروليكي لمنطقة الاوركسترا وكذلك منطقة التجهيرات الفنية والاضاءة. وفي حفل الافتتاح تم استخدام كافة التقنيات الرقمية في حفل الافتتاح من اجهزة الاسقاط الضوئي التي تعمل بخصائص ثلاثية الابعاد, التي جعلت من خشبة المسرح في كل مشهد وكأنه عالم جديد غير سابقه." ([7] )
وقد اضيفت الي خشبة المسرح خشبة مسرح اخري منزلقة تأتي بكافة الديكور من خلفية المسرح وهي تدار أيضا بواسطة آلات ميكانيكية لتحقق اكبر قدر من الرفاهية للمنظر المسرحي. وكذلك تم تقسيم مناطق خشبة المسرح الي مستويات افية يمكن ان تصعد او تهبط كما هوا الحال في مسرح الشاوبونة في برلين. وفي الشكل رقم (8) اجزاء من التطور الذي تم بالمسرح.
شكل (8) (*)
مشاهد من التجهيزات الفنية الجدية بمسرح البولشوي بموسكو بعد التجديدات التي طرأت عليه منذ عام 2005 حتى افتتاحه في 2011م.
2: -الإضاءة والتقنية
إن التقنية ( Technology ) تحمل مفاهيم كثيرة وواسعة تجعل من الصعب على العقل البشري بعد أن يظهرها إلى الوجود أن يستوعب كل نتاجاتها في وقت واحد, ولذلك فان التقنية هي الأداء التطبيقي الذي يهتم بتطبيق النظريات ونتائج البحوث التي توصلت إليها العلوم الأخرى, وفي أي مجال من مجالات الحياة الإنسانية لخدمة وتطوير وزيادة فاعلية الحياة العلمية, " وهذا يعني بأن التقنية تجتمع بين تعريفين, الأول أنها وسيلة لغاية, والثاني أنها فعالية إنسانية والتعريفين يعتبران شيئاً واحداً لأن الوسائل التي يصنعها الإنسان من أجل الانتفاع في الآخر هي فعالية إنسانية. والتقنية هي السمة الأساسية التي تتعامل معها جميع العلوم الحديثة لما تتصف به من استخدام وتطبيق للعلوم والتعبير عن مقومات العصر, وهي واحدة من أهم عوامل الإبداع والابتكار لدى الإنسان وبهذا فأن التكنولوجيا الحديثة وبكل معطياتها غزت تفاصيل الحياة بمجالاتها المختلفة "([8])
وفي المسرح وفي مجال الإضاءة وتقنيات تغيير المناظر والشاشات المضيئة كان له وافر الحظ من التطوير, ان فكرة استخدام الشاشات على المسرح ليست جديدة ولكنها لاقت اهتماماً كبيراً على يد سفوبودا في العروض التي قدمها في المسرح القومي في براغ. حيث سعى إلى توظيف السينما واقامة علاقة بين ما يتم على الشاشة والحدث الحي على المسرح كما سعى الى توظيف الشاشة في الديكور المسرحي وداخل سينوجرافيا العرض بل المعمار المسرحي ككل.
وفي السنوات الأخيرة نتيجة الطفرة التي احدثتها تكنولوجيا الديجيتال وما قدمته من امكانات في مجالات: التصوير، المونتاج والخدع والمؤثرات، الكمبيوتر جرافيك ثلاثي الابعاد، البث والنقل على الهواء مباشرة، العرض المجسم ثلاثي الابعاد، وتقنية الهولوجرام(*) والتقاط الحركة وامكانية تجسيد شخصيات حية في الهواء باستخدام وسيط (ماء، دخان، شاشة) فإنّ كم الامكانات التي يمكن توظيفها لا نهائي وبتكلفة تتراوح ما بين بضعة جنيهات بسيطة وانتهاء بآلاف وملايين الجنيهات.
كما ان السيونوجراف او مصمم الديكور والمخرج سيكون عليهما دور هام وهو كيفية دمج الشاشات في سينوجرافيا العرض وتحقيق قدر من التوافق بينها وبين باقي عناصر التشكيل في الفراغ.ان استخدام الشاشات في العرض المسرحي سيقدم لنا فضاء مسرحياً جديداً يضاف الى الفضاء المسرحي الحقيقي الذي يتحرك فيه الممثلون، وعلى المخرج من البداية أن يضع الحدود الفاصلة بين الفراغيين «الفضائيين» بحيث يتم اقامة حوار أو حالة تكامل وانتقال طبيعي بينهما.([9])
استخدم الشاشات سواء المستقبلة للصورة المنعكسة عليها, او الشاشات المضيئة led screen) ( في المسرح بشكل كبير جدا وملحوظ في بدايات القرن الواحد والعشرون, وتعددت الانواع والاستخدام إلي أن أصبحت تسيطر علي كافة العروض المعاصرة, لما فيها من تطور كبير يستطيع مصمم المناظر بمساعدة مصمم الاضاءة ومصممي الجرافيك نقل المشاهد إلي مناطق عدة في ثواني معدودة بضغطة زر. واضيف إلي هذه التقنية أيضاً تقنية الهولوجرام أي الصور ثلاثية الابعاد في الفراغ. والتي سمحت بوجود اجسام ثلاثية الابعاد كان من الصعب تحقيقها علي خشبة المسرح في يوم من الأيام نظرا لحجمها او تكوينها مثل الاسماك او الكواكب او حتي شخصيات تاريخية حقيقة. وفيما يقدم الباحث وصفا مختصر عن هاتين التقنيتين اللتين اصبحا جزءا لا يتجزاء من أي عرض جماهيري او استعراضي معاصر.
أ:-الإسقاط الضوئي projection
" هو إسقاط أمامي علي شاشات بيضاء أو علي المنظر المسرحي الموجود, أو علي أي مستقبل في الفضاء المسرحي. وتوضع الأجهزة في مناطق لا يراها الجمهور وفقا لقواعد الرؤية المتبعة لإسقاط هذ الاجهزة. ويجب أن يسمح المكان بمرور الاشعة الحاملة لمكونات الصورة حتي تصل الي السطح المراد سقوط الشكل عليه, ويجب أن تكون زوايا سقوط الأشعة مدروسة حتي لا يحدث أي تحريف للصورة المسقطة, ويجب تقليل الضوء الموجود علي خشبة المسرح بحيث تعطي الاسقاط الضوئي تركيز اكثر ورؤية مناسبة, وقد طور هذا النظام سفوبودا في اكثر من عرض واصبح النظام يستخدم تقنيات اخري بحث يعطي الاسقاط أوجة ثلاثية الابعاد لمزيد من المتعة البصرية. " ([10])
وفي الشكل (9) يتم توضيح عملية الاسقاط من عدسة الجهاز- البروجيكتور projector- الي الوسيط الذي يستقبل الصورة ويظهر مدي التكبير إلي مساحات اكبر, وهذه العملية تتصل بجهاز الكمبيوتر لتحديد المادة الفيلمية او والصور المراد اسقاطها علي الاجسام.
شكل (9) (*)
الشكل يوضح الشكل العام لجهاز الفيديو الذي يعرض الصور او الفيديو الحي بنظام ثنائي الأبعاد او ثلاثي الأبعاد، وكذلك تصور لفكرة عمل الجهاز في تكبير الصور علي السطح المستقبل للعرض.
نماذج مختارة (الإسقاط الضوئي)
قدم سفوبودا اعمالاً كثيرة باستخدام تقنية الاسقاط االضوئي..واعتمد علي استقبال صورة ثابتة او متحركة علي المنظر الموجود او علي ستار ...وعلي سبيل المثال لا الحصر يظهر في الشكلين (10) و (11) نموذجان من هذه العروض التي تم تحويل المسرح فيها الي صورة فنية تشكيلية تمتزج فيها الالوان مع الخطوط مع الاضاءة بانسايبه منسقة, كما ان تمكنه من توزيه مناطق الاسقاط مع مناطق الاضاءة الموجهة كانت في غاية الدقة بحيث يقدم سفوبودا نموذجا يحتذي به في هذا المجال, الذي يعد هو من الرواد في هذا المجال.
شكل (10)(*)
الصورة المرئية والاسقاط لعرض Queen of Spades, من تصميم Josef Svoboda وتم تقديمها على مسرح Houston Grand Opera, في الولايات المتحدة الامريكية في عام 1982م
شكل (11) (*)
الصورة المرئية والإسقاط لعرض Rusalka, من تصميم Josef Svoboda وتم تقديمها على مسرح National Theatre,, في مدينة براغ عام 1991م
يعد كوكوس من نفس مدرسة سفوبودا في استخدام المرايا والعواكس والشاشات التي تستقبل الاسقاط الضوئي ثنائي وثلاثي الابعاد, وامتلات مسارح العالم باكاره ورؤاه السينوجرافيا, لما لها من سمة مميزة, ودقة متناهية في استخدام كافة الوسائط المتعددة في العرض, وكذلك المزج بينها وبين عناصر الصورة المرئية من قطع أثاث.
وفي الشكل رقم (12) يقدم كوكوس افكار جديدة في المزج بين المرايا والاسقاط الضوئي, بحيث يجمع المشهد بين حدثين احدهما يحدث علي خشبة المسرح والاخر مسجل ومسقط علي الوسيط اعلي المنظر ويظهر فيه الممثلون وكأنهم في وضع منظور الطائر..وهو الجديد في رؤي ذلك الفنان.
شكل (12)(**)
الصورة المرئية والإسقاط لعرض الهولندي الطائر The Flying Dutchman من تأليف فاجنر تصميم كوكوس Yannis Kokkos وتم تقديمها علي مسرح Teatro Communal, Bologna, , في ايطاليا عام 2008م, ويظهر في الأشكال الثلاثة مدي التمكن من استخدام المرايا مع التسجيل الحي للمشهد وإسقاطها علي الوسيط بزاوية ميل جديدة لم تكن العروض قد اعتادت عليها من قبل.
ب:-الشاشات المضيئة led screen
بدات تقنية شاشات الديود المضي light emitting diode والتي يتم اختصار تحت اسم ( led ) تستخدم في العروض المسرحية والبرامج التلفزيونية الجماهيرية ولافتات المحال التجارية, وهذه التقنية تعد أصغر انواع اشباه الموصلات, وهي لا ينبعث عنها أيه طافة حرارية علي خلاف سابقتها من إضاءة لمبات الهالوجين , وتتوفر الشاشات باحجام مختلفة, يمكن تركيبها بجوار بعضها البعض, ويتم التوصيل بجهاز الكمبيوتر لعرض كل المحتويات المطلوبه, وهي تمتاز بدقة عالية جدا حتي مسافات بعيدة, وبشدة ضوء مناسبة لكي تسمح بالرؤية المناسبة من مسافات بعيدة.وهذه التقتنية بدات في التصنيع منذ ستينيات القرن الماضي وصولا إلي احدث الاصدارات في القرن الواحد والعشرين. ودخلت مؤخرا هذه التقنية في تصنيع شاشات التلفزيون والهواتف المحمولة واجهزة الكمبيوتر, لما لها من دقة متناهية في عرض الرسومات وعدم انبعاث الحرارة."([11] )
وفي الشكل (13) تظهر اجزاء من الشاشات (الوحدة الواحدة) والتي يتم تركيب اجزاء اخري بجوارها للوصول ألي المساحة المطلوبة, وكذلك لقطة مقربة من الشاشة لتظهر الأجزاء التي تستقبل المادة المنقولة من الكمبيوتر.
الشكل (13)(*)
شكل وحدة الشـــــاشـــــات led screen , والمكونات المضيئة من مستقبلات الوسائط
وقد دخلت تلك التقنية ( (led light في تصنيع الملابس الخاصة بالأزياء الاستعراضية,شكل (14) واصبحت تضيء الزي علي حسب التصميم المراد, نظراً لما لها من خفة وزن وعدم انبعاث حراري, وقد ساهمت في تشكيل الشخصيات في المسرح الاسود بشطل احترافي كبير.
شكل (14)(**) استخدام وحدات وشرائك ال (led light) في الازياء المسرحية والاستعراضية
نماذج مختارة (الشاشات المضيئة led light )
تم تقديم عروض احتفالية في الاحتفال السنوي بيوم الوطنية الصيني بدولة الصين عام 2013م, وهو احتفال ثقافي ينشد الحب والانتماء للدولة, وقد تم استخدام الشاشات المضيئة في العرض الاحتفالي (سانيا الحب الابدي Sanya Eternal Love) المرافق لهذا الاحتفال وقد أذهلت النتائج المرئية من استخدام الشاشات الجمهور لما كان لها من تأثير كبير في تغيير شكل وطابع الصورة المرئية, وقد تم تركيب اكثر من 345 متراً مربعاً من الشاشات المضيئة علي جانبي المسرح وخلفيته ومقدمته,.مما جعل المسرح يتغير شكله في كل مشهد, هذا وبالضافة الي استخدام التقنيات الصوتية المجسمة التي جعلت المشاهد ينتقل مع المشهد صورة وصوتا.
والشكلين (15) و (16) يوضحان مشاهد من العرض.
شكل (15) (*)
مشاهد من العرض الاحتفالي (سانيا الحب الابدي Sanya Eternal Love) بدولة الصين والذي تم استخدام الشاشات المضيئة في الصورة المرئية لهذا العرض. والذي تم تقديمه في عام 2013م.
وقد انتقلت المشاهد في العرض من اماكن داخلية وخارجية بسرعة هائلة, فبمجرد الضغط علي بضعة ازراز بجهاز الكمبيوتر الملحق بالشاشات, تنتقل المشاهد من مشاهد داخل قاعات وقصور غلي مشاهد علي الشواطيء او الغابات, مما أثري العرض بتلك المشاهد الانهائية التي تلقي اقبالا جماهيرا كبيرا ومتعة بصرية مسرحية ممزوجة بالتكنولوجياالمعاصرة.
شكل (16) (*)
مشاهد أخري من العرض الاحتفالي (سانيا الحب الابدي Sanya Eternal Love) بدولة الصين والذي تم استخدام الشاشات المضيئة في الصورة المرئية لهذا العرض. والذي تم تقديمه في عام 2013م.
ج: - الهولوجرام (التصوير الثلاثي الأبعاد في الفراغ hologram)
" يتم التعريف بأنها الصور التجسيمية أو الذواكر الهولوغرافية (بالإنجليزية: Holography) تمتلك خاصية فريدة تمكنها من إعادة تكوين صورة الأجسام بأبعادها الثلاثة في الفضاء . تتم تلك العملية بإستخدام أشعة الليزر.وتعود جذور هذه التقنية إلى العام 1947 عندما تم التوصل للتصوير المجسم من قبل العالم دينيس جابور "Denis Gabor" في محاولة منه لتحسين قوة التكبير في الميكروسكوب الإلكتروني. ولأن موارد الضوء في ذلك الوقت لم تكن متماسكة أحادية اللون، فقد ساهمت في تأخر ظهور التصوير المجسم إلى وقت ظهور الليزر عام 1960.
وفي العام 1962 تم التوصل إلي أن الهولوجرام يمكن أن يستخدم كوسيط عرض ثلاثي الأبعاد، ولكن باستخدام الليزر المتماسك، أحادي اللون، وتم النجاح في عرض صور مجسمة بوضوح وعمق واقعي.
والتصوير المجسم يمكن تطبيقه على مجموعة متنوعة من الأغراض مثل تسجيل الصور المتحركة، وبعد ذلك توالت التجارب فعرض أول هولوجرام لشخص في العام 1967، وفي العام 1972، تم صناعة أول هولوجرام يجمع بين الصور المجسمة ثلاثية الأبعاد.
ومنذ ذلك التاريخ والتقدم والتطور يلحق بهذه التقنية غلي أن وصلت غلي استخدامات عالية الدقة في كافة المجالات وكان من اهم هذه المجالات , المسرح بوصفه الفن الجماهيري الذي يجمع بين الفن والمتعة والتعليم." ([12])
وهذه التقنية يمكن الاستفادة منها في المسرح بشكل كبير, فهي تتيح للمخرج والمصمم السينوجرافي تحقيق كافة الاحلام المتخيلة وتصوير مشاهد الجحيم واللهب المنتشر علي خشبة المسرح, بل والذهاب إلي اعماق البحار ومداعبة الاسماك المتوحشة, ومناطق المجرات والكواكب الشمسية , التي يستحيل اياً من كان ان يترجم هذه العوالم علي خشبة المسرح إلا بتقنية مشابهة لهذا لتقنية.
ويأمل الباحث ان تصل هذه التقنية إلي العمل بها في المسرح المصري, فهي سوف تعمل علي جذب جماهيري كبير لما تحتويه من تقنية جديدة علي الجمهور المسرحي والعربي, وسوف ترتقي بالشكل العام للعروض الجماهيرية وتضفي عليها المسحة التكنولوجية المعاصرة.
نماذج مختارة (تقنية الهولوجرام)
تم استخدام تقنية الهولوجرام في الكثير من الأغراض التجارية , وبعض العروض الاستعراضية. كعنصر جذب جماهيري, فتم استخدامها في عروض الازياء والموضة, شكل (17) حتي تضيف للزي المعلن عنه قيمة, بحيث يظهر الزي في كل الاوضاع في صورته الهولوجرامية ويتحرك مع العارض الحقيقي ولكن بوضعية مختلفة, لاظهار كل تفاصيل الزي.
شكل (17) (*)
مشاهد من عرض أزياء يستخدم تقنية الهولوجرام في تقديم الري مع الصور الهولوجرامية في مدينة ميل بورن باستراليا عام 2005
عرض العاصفة La Tempete
تم عرض هذه المسرحية بمدينة مونتريال عام 2007م, وقد استخدمت تقنية الهولوجرام في تصوير مشاهد بين الشخصية المتخلية في الواقع الافتراضي بواسطة الهولوجرام والشخصية الحقيقة الحية علي خشبة المسرح, وقد تم استخدام التقنية ببالغ الدقة والبراعة, وتعد هذه التقنية من احدث التقنيات التي يتم استخدامها في المسرح العالمي هذه الايام لما لها من قدرات في خلق واقع افتراضي لا يستطيع الفنا خلقة بصورة واقعية.
والشكل (18) يعرض صور مشاهد من العرض المسرحي.
شكل (18) (*)
مشاهد من عرض العاصفة من تأليف شكسبير يستخدم تقنية الهولوجرام، وتم عرضه على المسرح الوطني بمونتريال عام 2007م
النتائج والتوصيات: -
*)) اروين بيسكاتور, ولد في ألمانيا عام 1893 ودرس في جامعة ميونخ. عمل ممثلا ومخرجا، إلى أن أنشأ المسرح البروليتاري عام 1920, عمل مديرا لمركز الأعمال الدرامية. تتلمذ على يديه العشرات من المخرجين الفرنسيين البارزين، أمثال: - تينسي وليامز، ومارلون براندو.ومنذ عام 1951 عين مديرا فنيا للمسرح الشعبي الحر حتى وفاته في عام 1966.
http://en.wikipedia.org/wiki/Erwin_Piscator
(1) سعد أردش، المخرج في المسرح المعاصر، عالم المعرفة. الكويت, 1979, ص 145
**)) برتولد بريخت, مسرحي وشاعرُ ألمانيُ, يعد من أهم مصلحي المسرح في القرن العشرين. شَكّلَ بريخت أسلوب في الكتابة المسرحية كان مؤثراً جداً، اتسم هذا الأسلوب بعدم إيهام المشاهد في العرض أو اندماجه كل الاندماج داخل العرض المسرحي. مما أنتج جماهير غير سلبية. تعاون بريخت مع كثيرين من مصلحي المسرح في القرن العشرين مثل ماكس رينهارات وبسكاتور. امتازت عروض بريخت بمزج كل العناصر الفنية مع بعضها في نسيج واحد. en.wikipedia.org/wiki/Bertolt Brecht http://
(2) باتريس بافيز/ لغات خشبة المسرح/ ترجمة: أحمد عبد الفتاح/ المهرجان التجريبي الرابع/أكاديمية الفنون/ مطابع هيئة الآثار المصرية / القاهرة – ص57
(3) قارن بارتيس بافيس/ المسرح في مفترق طرق الثقافة / ترجمة عباس السيد / مهرجان المسرحي التجريبي الخامس / مطابع هيئة الاثار / القاهرة / 1993/ص 133 , 134
*)) www.newstage.net/ohiotheatre/html
*)) Theatre-25 Year/Internaitional Activites in The I.T.I/Berlin/1985
(**) Richard Pillrow/Stage Lighting /Studio Vista /London / 1970
(*) من أهم مؤسسي فنون السينوجرافيا, تشيكي الجنسية, وتم تدريبه علي أفضل النماذج المعمارية ثم أصبح رئيس هيئة المصممين في المسرح القومي ببراغ في1950, وتتميز أعماله بالاهتمام علي الزج بين الوسائط المتعددة في المنظر المسرحي.
([4])look,Oskar.G.Brockett,Robert J.Ball/The Essential Theatre/Harcourt Brace College Publshers USA/ 2000
(*) Oskar .G. Brockett, Robert J.Ball /The Essential Theatre /Harcourt Brace College Publishers /USA /2000
(**) http://theredlist.com/wiki-2-20-881-1400-view-topics-2-profile-shadow.html
(6) عبد الرحمن الدسوقي، الوسائط الحديثة في سينوجرافيا المسرح، سلسلة دفاتر الاكاديمية العدد 12, اكاديمية الفنون .ص 18
(*) Hannelore Schubert /Moderner Theatrebau /Karl Kramer Verlag Shuttgart/Berlin /1971
([7] ) https://en.wikipedia.org/wiki/Bolshoi_Theatre
* www.youtube.comL Bolshoi_renew
(8) (قارن) محمد سعيد سلام ، التكنولوجيا الحديثة ، الكويت : المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، سلسلة عالم المعرفة العدد (50) ،1982 ، ص54 .
(* ) خاصية فريدة تمكنها من إعادة تكوين صورة الأجسام بأبعادها الثلاثة في الفضاء . تتم تلك العملية باستخدام أشعة الليزر.
(9) قارن مقال للدكتور د.أيمن الشيوي (أستاذ بأكاديمية الفنون) عن استخدام التكنولوجيا في المسرح، منشور بشبكة الانترنت.
http://www.almustaqbal.com/v4/Article.aspx?Type=np&Articleid=509318
([10] )warren lounsbury and Norman Boulanger, theater backstage from London, uni., Washington press, 1967, p 146
) *) http://www.practical-home-theater-guide.com/projection-television.html
(* ) http://synkroniciti.com/2015/02/02/dressing-the-story-a-gallery-of-operatic-set-design/
(*) يانيس كوكوس (1944- .....) ولد في أثينا في عام 1944، مصمم سينوجرافيا ومدير أكاديمية الفنون المسرحية في ستراسبورج، له دراسات عديدة في الفضاء المسرحي والأزياء وقام بتصميم العديد من المسرحيات والأوبرات.
https://fr.wikipedia.org/wiki/Yannis_Kokkos
(**) http://synkroniciti.com/2015/02/02/dressing-the-story-a-gallery-of-operatic-set-design/
([11] ) LED Lighting: A Primer to Lighting the Future, Sal Cangeloso ,maker press ,u s a ,2012, p 13
(* ) http://www.dreamstime.com/stock-photography-led-screen-image2128862
(** ) http://www.eleganteventsuae.com/2015/06/13/led-show/
(* ) http://www.szretop.com/en/news_detail.asp?id=211
(* ) http://www.szretop.com/en/news_detail.asp?id=211
([12] ) https://en.wikipedia.org/wiki/Holography
(* ) http://www.denimblog.com/c/t/192514/fashion-shows-turn-to-hologram-technology
(* ) http://www.jimonlight.com/2012/05/22/hey-tupac-holograms-have-come-a-long-way-huh/
المراجــــــــــع