التعليم الإلكتروني لتطوير تعليم اللغة العربية

Document Type : Original Article

Authors

1 Department of Methodology, Faculty of Education, Ain Shams University

2 قسم اللغة الصينية في كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر بالقاهرة

Abstract

Teaching Arabic language is no longer based on mere indoctrination, personal diligence or individual efforts.  Modernity, as well as the development of the teacher's e-learning skills and enable the learner to master his Arabic language with its basic skills and functional methods, while serving the new digital society, large confronting the open world, and the technology revolution with conscious thought, developing and qualifying him for the requirements of his time and its challenges through thinking and creativity while mastering computer culture with its programs. The use of technical means in the development of teaching Arabic language requires facing the technological challenges of the age in a way that contributes to modernizing the methods of teaching Arabic as a second language, and its learning activities, and contributes - also - to achieving the goals of education, raising the level of teaching, improving both learning and teaching outputs, and increasing the students  digital awareness within The system in the teaching and learning processes is the regular spread of specific standards, so that these innovations become integrated with them, and are vitally linked to them, in order to raise the level of learning outputs for learners, and increase the effectiveness and efficiency of learning, and the integration of technological innovations in the teaching and learning processes is neither a luxury nor a secondary matter, and why  It is vital and justified given the great hearts it entails for learners and teachers as well.

Keywords


 

التعليم الإلكتروني نمط التعليم المتوقع في المستقبل القريب في المؤسسات التعليمية والتدريبية ولدى الأفراد، وهو وسيلة من الوسائل التي تدعم العملية التعليمية، وتحولها من منظور التلقين إلى أحدث الطرق في مجالات التعليم والنشر والترفيه، باعتماد الحواسيب ووسائطها التخزينية وشبكاتها، فقد أدت النقلات السريعة في مجال التقنية إلى ظهور أنماط جديدة للتعلم والتعليم، مما يزيد في ترسيخ مفهوم التعليم الفردي أو الذاتي، حيث يتابع المتعلم تعلمه حسب طاقته وقدرته وسرعة تعلمه ووفقا لما لديه من خبرات ومهارات سابقة، فالتعليم الإلكتروني من أنجح العمليات التي تساعد وتسهم في سهولة استيعاب المعلومة في أذهان المتعلمين لما لها من عدة مجالات متنوعة.

وتوجد تعريفات متعددة لمفهوم التعليم الإلكتروني وذلك حسب الأدوات المستخدمة به، فمن التعريفات ما عد مجرد استخدام الحاسوب ومكوناته تعليما إلكترونيا، ومنها ما عد التعليم القائم على شبكات الاتصال المختلفة، والبعض الآخر جمع ما بين الرأيين.

ويعرف التعليم الإلكتروني بأنه: تقديم محتوى تعليمي إلكتروني عبر الوسائط المعتمدة على الكمبيوتر وشبكاته إلى المتعلم بشكل يتيح له إمكانية التفاعل النشط مع هذا المحتوى ومع المعلم ومع أقرانه، سواء أكان ذلك بصورة متزامنة أم غير متزامنة ، وكذا إمكانية إتمام هذا التعليم في الوقت والمكان وبالسرعة التي تناسب ظروفه وقدراته، فضلا عن إمكانية إدارة هذا التعلم أيضاً من خلال تلك الوسائط (حسن زيتون، 2005، 24).

ويعرف التعليم الإلكتروني أيضاً بأنه "التعليم الذي يتيح المحتوى التعليمي الرقمي من خلال الوسائل الإلكترونية، التي تتضمن الحاسبات الآلية وبرمجياتها المتضمنة خواص التفاعلية التي تتاح على الخط، عبر شبكات المعلومات والكمبيوتر كالشبكات المحلية (LANs) في الفصول أو المدرسة، وشبكات الإنترنت (Intranet) التي تنتشر على نطاق مجموعة من المدارس، أو المنطقة التعليمية، أو الجامعة وشبكات العالمية (Intranet) المنتشرة في كل أرجاء العالم حالياً، بالإضافة إلى إمكانية البث عبر الأقمار الصناعية، واستخدام الوسائل: السمعية والبصرية، والتلفزيون التفاعلي والأقراص المدمجة(CD-ROM).

ويعرف التعليم الإلكتروني أيضاً بأنه: توظيف أسلوب التعلم المرن باستخدام المستحدثات التكنولوجية أو تجهيزات شبكات المعلومات عبر الانترنت المعتمد على الاتصالات المتعددة الاتجاهات، وتقديم مادة تعليمية تهتم بالتفاعلات بين المتعلمين والمعلمين والخبراء والبرمجيات في أي وقت وبأي مكان (الغريب زاهر، 2009، 39)، كما يعرف بأنه أي تعلم يتحقق للمتعلم من خلال الوسائط التكنولوجية الإلكتروني هو نوع من التعليم الإلكتروني، ولكن المعنى الأدق الآن هو أن يطلق هذا المفهوم على التعليم والتعلم المقدم عبر الشبكات (محمد الدسوقي، 2015، 201).

وبتحليل التعريفات السابقة يمكن القول باختلاف وجهات النظر في تعريف التعليم الإلكتروني، إلا أن تلك التعريفات تشترك جميعها في رؤيتها للتعليم الإلكتروني عبر الإنترنت على أنه يعد نظاماً من النظم التي تعمل على الاستفادة من إمكانات شبكة الانترنت في تقديم المقررات التعليمية، حيث إنها تعمل على توفير العديد من أدوات التفاعل للاستفادة منها في أداء الطلاب للأنشطة التعليمية المختلفة، كما أن هذا النوع من التعليم يتميز بتحقيق أكبر قدر من التفاعل الإلكتروني بين المعلم والطالب والذي يتجاوز حدود المكان والزمان.

ومن أهم مزايا التعليم الإلكتروني ومبرراته ما ذكره العديد من التربويين في إشارة نحو أهمية توظيفه في التعليم، ويمكن إجمال أهم هذه المزايا والمبررات التي حددها (حسن شحاتة، 2009، 119)؛ (محمد الملاح، 2010، 73)؛ (جمال الشرقاوي، 2012، 32)؛ (وليد الحلفاوي، 2011، 24-25)؛(حمدي عبد العزيز، 2008، 27) فيما يأتي بيان ذلك:

  • زيادة إمكانية اتصال الطلاب فيما بينهم، وبين الطلاب والمدرسة، وذلك من خلال سهولة الاتصال ما بين هذه الأطراف في عدة اتجاهات، مثل: مجالس النقاش، والبريد الإلكتروني، وغرف الحوار ويرى الباحثون أن هذه الأشياء تزيد وتحفز الطلاب على المشاركة والتفاعل مع المواضيع المطروحة.
  • تنمية قدرة المتعلم على اكتساب المعرفة، وتوظيفها، وإنتاجها، وتبادلها، بالإضافة إلى تنمية مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات، وتتيح للمتعلم الحرية في البدء بتعلم الموضوعات التي يرغب في دراستها، مع حرية اختيار الأنشطة التعليمية التي تناسبه.
  • تعدد مصادر المعرفة نتيجة الاتصال بالمواقع المختلفة على الإنترنت، وتطوير مهارات الاطلاع والبحث بالإضافة إلى سهولة تحديث المحتوى الإلكتروني وسرعته.
  • جعل المتعلم محور العملية التعليمية، وهو ما يوفر على المعلم إمكانات إدارية متطورة تسهل عمله، وتزيد من قدرته على التقييم.
  • يوفر التعلم الإلكتروني عناصر المرونة والملاءمة والمال والوقت والاتصال والتفاعل للمتعلمين، وعلى القائمين على العملية التعليمية.

ومن زاوية نظم إدارة التعليم الإلكتروني Learning Management System (LMS) فإن أحد أهم مكونات التعليم الإلكتروني أنه نظام متكامل لإدارة العملية التعليمية كليا، أو جزئياً عبر الإنترنت، ويشمل إدارة المقررات ، وأدوات الاتصال المتزامن وغير المتزامن وإدارة الاختبارات والواجبات والتسجيل في المقررات ومتابعة تعلم الطالب (محمد الدسوقي، 2015، 212)، ولقد ظهرت نظم إدارة التعليم الإلكتروني نتيجة لزيادة طرح المقررات الإلكترونية على شبكة الانترنت والإقبال المتزايد على الالتحاق بالتعليم المفتوح أو التعليم من بعد عبر الإنترنت، حيث ظهرت الحاجة إلى الجمع بين الأشكال المختلفة من نظم التعلم عبر الإنترنت في إطار واحد يجمعها (نبيل جاد عزمي، 2008، 270).

يعد نظام إدارة التعليم البنية الأساسية للتعليم الإلكتروني ، وقد تكون إدارة التعليم الإلكتروني برمجيات تجارية (مغلقة المصدر) أو برمجيات حرة (مفتوحة المصدر OSS) يتم استعمالها وتعديلها وتوزيعها لهذا فإن أنظمة إدارة التعليم هي برمجيات تخص نشاطات التعليم من حيث مسار المقررات الدراسية والتفاعل والتدريبات والتمارين والتقويم وغيرها، وبيانها في:

  • التسجيل: تعني إدراج بيانات المتعلمين وإدارتها.
  • الجدولة: تعني جدولة المقرر ووضع خطة التعليم.
  • التوصيل: تعني إتاحة المحتوى للمتعلم.
  • الاختبارات: وتعني إجراء اختبارات الطلاب وتقييمهم.
  • الاتصالات: وتعني التواصل بين المتعلمين من خلال البريد الإلكتروني أو المنتديات أو غيرها من وسائل التواصل.
  • التتبع: وتعني متابعة أداء المتعلم وإصدار تقارير بذلك (عبد الحميد بسيوني، 2007، 258-165).

وتعد أنظمة إدارة محتويات التعليم Learning Content Management Syatem: أنظمة مكملة لبعضها البعض فأنظمة إدارة المحتوى التعليمية LCMS بمثابة مظلة تغطي كلا من LMS و CMS، ونلاحظ أن جميع هذه الأنظمة على اختلاف مسمياتها ، يجب أن تغطي مجموعة من الإدارات الرئيسة، وهي على النحو الآتي:

  • إدارة المادة التعليمية.
  • إدارة المستخدمين (بغض النظر على صلاحية المستخدم، طالب، مدرس، مدير).
  • إدارة الأنشطة (واجبات وتكليفات، واختبارات قصيرة،...)
  • إدارة الاتصال (وهي الوسائل المتاحة للتواصل بين مدرس المقرر، وطلابه، مثل: الإيميل، برامج الدردشة، المنتديات الحوارية).

وتنقسم نظم إدارة المقررات إلى نوعين من النظم:

1 -1 نظم مغلقة (Closed):

وهي التعلم التي تكون حكراً لجهة أو مؤسسة معينة، ويمكن الحصول على نسخة منها نظير مبلغ مالي تحدده الشركة، ومن أهم النظم المغلقة، ما يأتي:

  • نظام إدارة المقررات Blackboard
  • نظام أدوات مقررات الشبكة Web Course Tools (Web CT)
  • نظام Schoolmen

1-2 نظم مفتوحة (Open):

   يمكن تقسيم النظم المفتوحة (Open) إلى ما يأتي:

  • نظام Claroline
  • نظم إدارة المقررات Top Class
  • نظام إدارة المقرر Moodle

ولقد توصلت دراسة (Primoz&Tomaz, 2007) إلى ضرورة الاهتمام بالبرمجيات المفتوحة المصدر مثل: موديل Moodle في تدريس الرياضيات والفيزياء، حيث إن معتقدات الطلاب تجاه البرمجيات المفتوحة المصدر كانت إيجابية ، ومن ثم توصي هذه الدراسة بضرورة التركيز على المصادر المفتوحة المصدر في مؤسسات التعليم العالي.

وقد اهتمت دراسة (Arthur & Suwat,2006) بتقديم محتوى في التعليم الإلكتروني لدعم تعليم الطلاب بالمرحلة الثانوية، وقد توصلت الدراسة إلى أن الطلاب قد تقبلوا توظيف استخدام برامج التعليم الإلكتروني في تعليم الرياضيات وتعلمها.

ومن المفضل اعتماد نظام مودل Moodle لتنمية مهارات معلمي اللغة العربية في بناء المقررات الإلكترونية، لذلك تستعرض قدرات نظام إدارة المقررات الإلكترونية "مودل"، من خلال التعريف بالنظام، ومميزاته للمتعلم والمعلم على السواء (حنان خليل: 2008، 43).

2-1 نظام مودل Moodle:

نظام مودل Moodle هو برنامج مفتوح المصدر Open Source Software ويوزع تحت رخصة العامة، ويعني ذلك بأنه يحق لكل بأن يقوموا بتحميله، تركيبه، استعماله، تعديله، وتوزيعه مجالا، وعموما، وهو سهل الاستعمال بل والتطوير ويتضمن وحدات نشاط مثال: المنتديات، مصادر، مجلات، اختبارات، استطلاعات، اختيارات، مهام ... الخ (محمد الدسوقي، 2015، 215).

من مميزات نظام "مودل" التي يمكن الاستفادة بها بشكل جيد في التعليم كما ذكرها كل من: سابا (Saba,2005,67-76) (عبد الحميد بسيوني، 2007، 2007، 276-283)، (أحمد عبد المجيد، 2008، 26-31) أن هذا النظام ليس وعاء للمقررات فقط، بل يمكن تطوير أنشطة تعليمية من خلاله، لذا يعد : أحد أنظمة إدارة المقررات Course Management System (CMS) ، وأحد إدارة التعليم Learning Management System (LMS)، وأحد أنظمة إدارة محتويات التعليم Learning Content Management System (LCMS).

  • يمكن تثبيت "مودل" على أي حاسب يستطيع تشغيل PHP، ويمكنه دعم قواعد البيانات من نوع SOL (على سبيل المثال My SQL)، كما يمكنه أن يعطي على نظام تشغيل Windows ، و Mac، والعديد من أنواع Linux (مثل: Red Hat أو GNU).
  • يحتوي "مودل" على أدوات تفاعلية متعددة تتضمن: المنتديات وإدارة المحتوى (المصادر) ومحور اختبارات بأشكال مختلفة من الأسئلة، ومدونات، ومجموعات علم سريع، ونشاطات قاعدة بيانات، واستطلاعات رأي، ودرشة، وملف إنجاز الطالب، ودعم لأكثر من سبعين لغة تدعم واجهات التفاعل.
  • أداة مناسبة لبناء المناهج الإلكترونية (تجميع وتبويب وعرض).
  • يهتم بوحدة الدرس لإنشاء عدة صفحات تعرض المحتوى أو جزءاً منه، ويمكن في نهاية كل صفحة إضافة سؤال أو رابط لصفحة تالية أو سابقة أو أخرى.
  • يتيح النظام للمعلم تسجيل طلابه أو تسجيل أنفسهم آليا دون الرجوع للمعلم.
  • التصحيح وتسجيل الدرجات تلقائيا حسب معايير يحددها المعلم لاختبارات الاختيار من متعدد أو صح وخطأ، أو غيرها من أنماط الاختبارات.
  • يستطيع المعلم عمل مجموعات نقاش حسب المهام والمستوى التعليمي أو يقوم النظام بتكوينها.
  • يتوفر في النظام غرف دردشة ومنتديات للحوار التعليمي.
  • يدعم النظام معاييرSCORM العالمية.

أشارت نتائج دراسة "بريمير، وبرانت" (Bremer, D., & Bryant, R.2005,135-139) إلى أن الطلاب يفضلون استخدام نظام موديل Moodle عن نظام تعلم مفتوح المصدر كما أنه يوفر الاستخدام الحر، كما حددت دراسة محمد عبد الهادي (2010) إلى فعالية تدريس وحدة مقترحة بالتعليم الإلكتروني في تنمية مهارات استخدام برامج إدارة المحتوى، وتعديل أنماط التفضيل المعرفي لدى طلاب الدبلوم التربوي واتجاهاتهم نحوه، وقد أسفرت نتائج البحث عن وجود حجم تأثير كبير للبرنامج، وذلك من خلال بطاقة ملاحظة أداء مهارات استخدام برامج Blackboard ، لصالح التطبيق البعدي واتجاهاتهم نحو التعليم الإلكتروني.

وأشارت نتائج دراسة ميشيل (Michael Machado, Eric Tao, 2007) إلى أهمية نظام Model في التعليم حيث هدفت الدراسة إلى مقارنة نظام Moodle بنظام Blackbpard في التعليم الإلكتروني، كما أوصت دراسة مولوني (Moloney& Gutierrez, 2006, 48-60) بضرورة استخدام نظام Moodle حيث هدفت الدراسة إلى التعرف على سبل توظيف نظام Moodle من قبل المحاضرين وتطوير بنائه.

ولقد توصلت دراسة بريموز توماس (Primoz&Tormaz, 2007) إلى ضرورة الاهتمام بالبرمجيات المفتوحة المصدر مثل "مودل Moodle في تدريس الرياضيات والفيزياء، حيث إن معتقدات الطلاب تجاه البرمجيات المفتوحة المصدر كانت إيجابية ، ومن ثم توصي هذه الدراسة بضرورة التركيز على المصادر المفتوحة المصدر في مؤسسات التعليم العالي، وبخاصة في تدريس المواد العلمية مثل الرياضيات والفيزياء.

ويتفق الباحثان مع هذه الدراسات من حيث سهولة استخدام نظام مودل Moodle في عملية التعلم ونوع أدوات التعليم داخله، ووجود أكثر من وسيلة للتقويم.

ومن الدراسات التي اهتمت بدراسة المقررات الإلكترونية عن الرضا عن بيئة التعليم الإلكتروني، دراسة شوماك وآخرين (Sumak, Others,2011) ، وقد أظهرت النتائج أن استخدام مودل Moodle يعتمد على عاملين رئيسين : الميل السلوكي تجاه استخدام مودل، والمنفعة المتوقعة ،وأن هناك علاقة موجبة دالة معنويا بين سهولة الاستخدام والمنفعة المتوقعة، وبين سهولة الاستخدام والميل للاستخدام، كما أظهرت علاقة موجبة دالة معنويا، بين المنفعة المتوقعة وبين الميل للاستخدام والميل السلوكي.

أما دراسة كوادرارو جارسيا، ورويزمولينا، ومونتورو بونس (Cuadrado Garcia,Others,2010)، فقد قام الباحثون بهذه الدراسة لفحص إن كان هناك فروق ذات دلالة بين الذكور والإناث في تقدير قيمة التعليم الإلكتروني واستخدامه، وقد توصلوا إلى أن مشاركة الطلاب من الجنسين كانت عالية في المؤسستين ، وأبدى الطلاب قدرتهم على التعامل مع المعلومات المقدمة من المؤسسة الشريكة، أما بالنسبة عن الرضا عن بيئة التعليم الإلكتروني كانت عالية لدى الجنسين، وأبدت الإناث تفاعلاً أكبر مع مشاهدات الويكي (الموسوعة)، ومشاهدة المصادر.

والسؤال الآن هو : ما دور التعليم الإلكتروني في تعليم اللغة العربية؟

تميزت اللغة العربية من بين لغات العالم بتاريخها الطويل المتصل، وقوتها الفكرية والأدبية ، كما تعد من أغنى لغات العالم بالمفردات، ولا يدل على مرونة اللغة العربية واتساعها وشموليتها كثرة مفرداتها – التي تعد بمئات الأولوف – فحسب، ولكن يدل على ذلك أيضاً كثرة الروافد والطرق التي تغذيها ، وتسمح لها بالتوليد والإضافات كالقياس والاشتقاق، والتعريب وغيرها وهذا يعني أنها لغة مفتوحة للتواصل الدائم على مدى العصور، وتعليم اللغة العربية لم يعد قائما على مجرد التلقين ،أو الاجتهادات الشخصية أو الجهود الفردية، بل أصبح علماً يقوم على أصول وقواعد راسخة ويتطور وفقا لنتائج وبحوث علمية في مجالي اللغة وطرق تعليمها.

ولنجاح التعليم الإلكتروني مع اللغة العربية يلزم تحديث التعليم بتطوير مناهجه، لتواكب عصر الحداثة، فضلاً عن تطوير أهلية المعلم للتعليم الإلكتروني، وتمكن المتعلم من لغته العربية: مهاراتها الأساسية وأساليبها الوظيفية، فيما يخدم مجتمع المعلوماتية الجديد، ومجانية العالم المفتوح ،وثورة التكنولوجيا بفكر واع، وتطويره وتأهيله لمتطلبات عصره بالتفكير والإبداع، مع إتقان ثقافة الحاسوب ببرامجه.

ويتطلب استخدام وسائل التقنية في تطوير تعليم اللغة العربية مواجهة تحديات العصر التكنولوجية بما يسهم في تحديث طرائق تعليم اللغة العربية بوصفها لغة ثانية، وأنشطة تعلمها، ويسهم أيضا في تحقيق أهداف التعليم، ورفع مستوى التدريس، وتحسين عمليات التعليم والتعلم، وزيادة تحصيل الدارسين، وبعد دمج المستحدثات التكنولوجية في عمليات التعليم والتعلم هو الانتشار المنظم الهادف للمستحدثات التكنولوجية داخل المنظومة التعليمية التعلمية بكامل عناصرها وأبعادها وفقا لمعايير بمستوى التحصيل الدراسي للمتعلمين، وزيادة فاعلية وكفاءته، ودمج المستحدثات التكنولوجية في عمليات التعليم والتعلم ليس ترفاً ولا أمرا ثانويا، وإنما هو أمر حيوي ومبرر نظراً لما يترتب على ذلك من فوائد كبيرة للمتعلمين والمعلمين أيضاً.

وتعد المستحدثات التكنولوجية حلولاً مبتكرة لكثير من مشكلات تعليم اللغة العربية، لرفع كفاءة التعليم وزيادة فعاليته بصورة تتناسب وطبيعة العصر الحالي، قد تكون هذه الحلول مادية أفرزتها ثورة الاتصالات والكمبيوتر، مثل: الأجهزة والأدوات والمواد التعليمية، أو فكرية أفرزتها الثورة المعرفية، والتطور في مجال العلوم التربوية والسلوكية، وعلوم الاتصالات، ممثلة في النظريات والاستراتيجيات المختلفة في مجال تعليم اللغة العربية بوصفها لغة ثانية تلك التي صممت وطوعت لتناسب الموقف الاتصالي، مما جعلها تتميز بالتفاعلية والفردية والتنوع والتكامل (الشحات سعد، 2004، 74)، ومن أهم أمثلة المستحدثات التكنولوجية التي يمكن توظيفها في تعليم اللغة العربية وتعلمها اتصاليا تكنولوجيا الوسائط المتعددة، وما تشتمل عليه من نصوص، وصور، ورسومات، ولقطات فيديو، لتقديم محتوى تعليمي معين بطريقة تفاعلية متكاملة عن طريق الكمبيوتر، والإنترنت كما أن هناك العديد من الأجهزة التي تعد من المستحدثات التكنولوجية مثل: جهاز عرض البيانات (Data Show) ، ومعامل اللغات الحديثة، والسبورة الإلكترونية، والفضائيات (المرئية والمسموعة)، (وليد سالم الحفاوي، 2006، 87).

ومن معايير الجودة في التعليم الإلكتروني للغة العربية :

Qualit Standards of Electronic Instruction

لقد أصبح الحديث عن أهمية المعيارية في التعليم الإلكتروني ملازما للحديث عن التعليم الإلكتروني نفسه لما تملكه المعيارية من أهمية في إنتاج تعليم إلكتروني متميز (مجدي القاسم، وحسين بشير، وأحلام الباز، 2011، 183).

إن الهدف من تطبيق الجودة في التعليم هو تحقيق أعلى مستوى من الأهداف الموضوعة مسبقاً للمؤسسة التعليمية بأفضل الطرق وأقل جهد ، وأقصر وقت في ضوء الإمكانات المتوافرة بحيث يسهم التعلم الإلكتروني في تحقيق الجودة في العملية التعليمية من خلال تقديم برامج لإعداد القوى البشرية من المعلمين، والمتخصصين في تكنولوجيا التعليم؛ وكذلك إعداد الدراسات والأبحاث التي يتم من خلالها التوصل إلى طرائق وأساليب تعليمية جديدة وتصميم المناهج والمقررات الدراسية وتطويرها لتراعي جميع الشروط التي تتيح التعلم الفعال بالإضافة إلى تنوع المواد التعليمية المتاحة عبر التعليم الإلكتروني من فيديو، وصور ورسومات ومواد سمعية وغيرها(الغريب زاهر إسماعيل، 2009، 34) و(محمد خميس، 2010، 111)، وبالتالي فإن الاعتماد يعني أن البرامج التعليمية، والخدمات، والهيئات التدريسية والإدارية والمعدات والتجهيزات، ينبغي أن تستوفي معايير محددة، كي يتم الاعتراف بها من قبل مختلف المؤسسات التعليمية ،خارجي تقوم به هيئة الاعتماد التي يعمل بها متخصصون مدربون على التقويم المؤسسي، وتتم هذه العملية في ضوء معايير موضوعة سلفا (حسين بشير، 2008).

ومن الدراسات التي اهتمت باقتراح معايير جودة التعلم الإلكتروني للغة العربية دراسة (محمد عبده، 2008) وهي:

المجال الأول – الاستماع:

-        التعامل مع الوسائط السمعية الإلكترونية

-        فهم ما يستمع إليه

-        نقد المسموع وتذوقه

المجال الثاني– التحدث والتواصل الشفوي:

-        الإعداد الإلكتروني الجيد للتواصل الشفوي

-        اختيار ما يتناسب مع التعبير عن المواقف

-        الالتزام بآداب الحديث مع المستمعين

المجال الثالث– القراءة:

-        التصفح السريع مع المحافظة على الفهم

-        فهم النص المقروء فهماً جيداً

المجال الرابع– الكتابة:

-        تنظيم الموضوع تنظيما جيدا

-        جودة المحتوى والأسلوب

-        تحرير للموضوعات التعبيرية إلكترونيا

 

والخلاصة أنه من خلال استعراض ما ورد من معلومات ومعارف وأدبيات تم تكوين حصيلة معرفية جيدة حول التعليم الإلكتروني، ومزاياه ومبرراته ونظم إدارته من زوايا ورؤى مختلفة ، والتعليم الإلكتروني وطرق توظيفه في تعليم اللغة العربية، ومعايير الجودة في التعليم الإلكتروني.

ومن خلال استعراض الدراسات السابقة التي تناولها يتبين اتفاقها في مزايا التعليم الإلكتروني ومبرراته وضرورة التركيز على استخدام المصادر المفتوحة للمصدر في مؤسسات التعليم، حيث إن معتقدات الطلاب تجاه البرمجيات المفتوحة المصدر كانت إيجابية ، كما أن اتباع الأساليب التقليدية في تعليم اللغة العربية يؤدي إلى نفور الناشئة، وفي العصر الحالي، عصر العلم، والثقافة المعلوماتية، عصر تكنولوجيا التعليم والمعلومات والإنترنت، أصبحت اللغة هي الوجود ذاته، وقد أصبح هذا الوجود مرتبطا بالتنمية المهنية لمعلم اللغة العربية.

لذلك كان لابد من الاعتراف بالحاجة الماسة والملحة لحاجات معلم اللغة العربية، والقدرة على تلبية مطلبه، ومقتضيات العصر، شريطة ألا يلقي ذلك على عاتق التخصص فحسب، بل لابد من النظر إلى الجانب التكنولوجي، في مجال تكنولوجيا التعليم وتكنولوجيا المعلومات والانترنت.

من هنا يلاحظ أنه لابد من توظيف التعليم الإلكتروني لصالح اللغة العربية، وذلك من خلال إعداد الدراسات وبرامج التدريب المتخصصة في هذا المجال، فلقد شهدت السنوات الأخيرة طفرات استثنائية في قدرة التعليم الإلكتروني على جعل المعلومات تتدفق بسرعة هائلة؛ حيث إن القنوات الفضائية، وشبكة الإنترنت العالمية، التي جعلت الوصول للمعلومات، والمعرفة سريعا، هذا التحول الذي فرضه تطور التكنولوجيا عالية التقنية، قد أثر في النظرة إلى المستقبل، وهو ما يجب أن يؤثر أيضاً في تعاظم الفائدة، وأهل العلم والفكر مع التربويين ومعلمي اللغة العربية خاصة، بل وأيضاً المتعلمين، حيث يجب أخذ المتغيرات الجديدة في بلورة رؤية جديدة، إذ لا يمكن التعامل مع هذه النخبة من الأفراد، إلا بأدوات العصر الحاضر، وبثقافة حية، وفاعلة، نحو أفق جديدة لذلك لابد من إيجاد آفاق جديدة، والإفادة من تكنولوجيا التعليم وفق حاجات المعلمين.

إن هناك جملة من المطالب يمكن الأخذ بها عند تبني المدخل التقني في تعليم اللغة العربية وتعلمها ، ومنها :

  • ضرورة إعادة النظر في تصميم مقررات اللغة العربية بحيث توجه العناية إلى إنتاج مقررات إلكترونية وبرمجيات تعليمية ،حيث يقدم المحتوى التعليمي على أقراص مدمجة، أو في شكل صفحات من خلال الوسائط المتعددة، تعتمد على تقنيات الشبكة العنكبوتية، وذلك من خلال مجموعة من الوسائط المتعددة، والممثلة في استخدام: النص، والصوت، والفيديو، والرسوم الثابتة، والرسوم المتحركة، والرسوم التوضيحية.
  • إعداد معلم اللغة العربية قبل الخدمة للتعامل مع التقنيات الحديثة، ودمجها في برامج إعداده، بحيث تصبح مطلبا أساسياً من مطالب إعداده، ليكتسب المهارات اللازمة لاستخدامها في المواقف التعليمية المختلفة.
  • عقد دورات تدريبية لمعلمي اللغة العربية ومشرفيها أثناء الخدمة على دمج تقنيات التعليم والاتصال في تعليم اللغة العربية.
  • تهيئة البيئة المدرسية وإمدادها بآليات الاتصال الحديثة من حاسوب آلي، وشبكاته ووسائطه المتعددة وآليات بحث، ومكتبة إلكترونية، وبوابات إنترنت، لتوظيفها في تعليم اللغة العربية.
  • تبني طرق التدريس الحديثة التي تعتمد على نشاط المتعلم، وتسمح له بالتعلم الذاتي وفقا لقدرته وحاجاته وخصائصه.
  • تبني أساليب تقويم حديثة تتناسب مع المدخل التقني وتطبيقاته بحيث تركز على إنجاز الطالب، وتقدم التغذية الراجعة اللازمة.

إنه بالرغم من تعدد الدراسات التي تتناول التعليم الإلكتروني لفئات متعددة فإنه يلاحظ قلة الدراسات التي اهتمت بتوظيف التعليم الإلكتروني في تعليم اللغة العربية ، وهذا يعطي أهمية مميزة في تدريب معلمي اللغة العربية على برامج التعليم الإلكتروني الحرة مفتوحة المصدر والتركيز على برنامج مودل Moodle لتدريب المعلمين لسهولة هذا البرنامج.

 

 

 

  •  

     

     

    قائمة المراجع

    المراجع العربية:

    • جمال الشرقاوي (2012). التعليم والتعلم الإلكتروني، المنصورة، مطبعة الشروق.
    • حسن زيتون (2005). رؤية جديدة في التعليم "التعليم الإلكتروني": المفهوم – القضايا – التطبيق – التقييم"، الرياض، الدار الصولية للتربية.
    • حسن شحاتة (2009). التعليم الإلكتروني وتحرير العقل، القاهرة، دار العالم العربي.
    • حسين بشير (2008). المستويات المعيارية – مدخل لنشر ثقافة الجودة وإصلاح التعليم قبل الجامعي، القاهرة، جمعية المناهج وطرق التدريس.
    • حمدي عبد العزيز (2008). التعليم الإلكتروني: الفلسفة والمبادئ والأدوات – التطبيقات، عمان، دار الفكر.
    • حنان خليل (2008). تصميم مقرر الكتروني في تكنولوجيا التعليم ونشره في ضوء معايير جودة التعليم الإلكتروني لتنمية الجوانب المعرفية والأدائية لدى طلاب كلية التربية، رسالة ماجستير، كلية التربية - جامعة المنصورة.
    • عبد الحميد بسيوني (2007). التعليم الإلكتروني والتعليم الجوال، القاهرة، دار الكتاب العلمية للنشر والتوزيع.
    • الغريب زاهر (2009). التعليم الإلكتروني من التطبيق – الاحتراف والجودة، القاهرة، عالم الكتب.
    • مجدي قاسم، وحسين بشير، وأحلام حسن (2011). المستويات المعيارية لخريجي التعليم قبل الجامعي في الألفية الثالثة، القاهرة، دار الفكر العربي.
    • محمد خميس (2010). تطوير تكنولوجيا التعليم، القاهرة، دار قباء.
    • محمد الدسوقي (2015). قراءات في المعلوماتية وتكنولوجيا التعليم، القاهرة، الطوبجي للطباعة.
    • محمد عبده (2008). التعلم الإلكتروني المدمج وضرورة التخلص من الطرق التقليدية المتبعة، وزارة التربية والتعليم بالرياض، مجلة المعلوماتية.
    • محمد الملاح (2010). الأسس التربوية لتقنيات التعليم الإلكتروني، عمان، دار الثقافة للنشر والتوزيع.
    • محمد الهادي (2011). التعليم الإلكتروني المعاصر أبعاد تصميم وتطوير برمجياته، الإلكترونية، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية.
    • نبيل عزمي (2008). التصميم التعليمي للوسائط المتعددة، المنيار، دار الهدى للنشر والتوزيع.
    • وليد الحلفاوي (2011). التعليم الإلكتروني وتطبيقات مستحدثة، القاهرة، دار الفكر العربي.

     

     

    المراجع الأجنبية:

    Arthur, M. &Suwat, D. (2006). Introducing E-learning into Secondary Schools in Thailand, E-learning for knowledge-based Society Third International Conference, Bangkok, Thailand, August, 3-4,

    Bremer, D. Bryant, R.(2005). A Comparison of Two Learning Management Systems, Moodle vs. Blackboard, Proceedings of the 18th Annual Conference of the National Advisory Committee on Computing Qualifications, p. 135-135.

    Cuadrado - Carcia, Manuel, Maria-Eugenic Ruiz-Molina, and Juan D. Montoro-Pons (2010). Are there Gender Difference in e-learning use and Assessment? Evidence from an Interuniversity Online Project in Europe, Procedia Social and Behavioral Sciences, p. 367-371.

    Primoz, L., &Tomaz, p. (2007). Practical e-learning for the Faculty of Mathematics and Physics at the University of Ljubljana, Journal of Knowledge and Learning, Objects 3.

    Sumak, Bostjan, Marjan Hericko, Maja Pasnik and GregorPolancic (2011). Factors Affecting Acceptance and Use of Modle. An Empirical Study Based on TAM., Informatica 35, p. 91-100.

    李照作.网络互动教学下教师远程领导力的优化[J].教学与管理,2021(21):21-23.

    李爽,唐雪萍,张文梅,陈丽,赵宏.高校网络教育公众认知和态度分析[J].中国远程教育,2021(08):21-30+76-77.

    陆魏.新形势下计算机网络技术的发展趋势[J].网络安全技术与应用,2021(08):170-171.

    彭莉芬.线上教学共振体系的研究与实践[J].福建电脑,2021,37(08):108-112.